أربعونَ عاماً على مجزرةِ حماةَ والقاتلُ ما زال حرّاً
مضى أربعون عاماً على أحداث مجزرة حماة التي ارتكبتها قواتُ نظام حافظ الأسد في مدينة حماة، في الثاني من شباط عام 1982، واستمرّت على مدى 27 يوماً، جرى خلالها قتلُ آلاف السكان وتدميرُ أحياءَ بأكملها.
وبحسب الاحصائيات حينها فقد قُدًر عددُ الشهداء بـ 45 ألفَ شهيدٍ، و 15 ألفَ مفقود تمّت تصفيتُهم فيما بعد، فيما هُجّر 100 ألف مدني ، يضاف إلى ذلك دمارُ 75% من المدينة.
حيث قاد الحملةَ العسكرية رفعتُ شقيق حافظ الأسد، الذي كان يترأس ميليشيات “سرايا الدفاع” حينها، ليقومَ بقصف أحياء في المدينة بكثافةٍ باستخدام المدفعية الثقيلة قبلَ البدءِ بالاجتياح البري.
وذلك بعد حصار المدينة وعزلِها عن محيطها بالكامل، وقطعِ الكهرباء والاتصالات الأرضية بشكل كاملٍ عنها، ليستمرّ القصفُ والاقتحامُ مدَّة 27 يوماً، جرى خلالها ارتكابُ أفظع الجرائم بحقّ السكان من قتلٍ واعتقالٍ واغتصابٍ وتدميرٍ.
يُذكر أنَّ النظام دمّر أحياء بأكملها، خلال عمليةِ الاجتياح ومن أبرزها حي الحاضر الذي حوّله النظامُ إلى كومة من الحجارة في بداية المجزرة، لينتقلَ بعدها إلى الأحياء الأخرى ويسرقَ المنازلَ بعد إعدام سكانها جماعياً.
ومن أبرز مجازر نظام الأسد حينها، مجزرة السوق، حيث لجأت عائلاتٌ كثيرة إلى الأقبية هرباً من القصف المدفعي، ومع وصول قوات النظامِ إلى تلك الأقبية، جمعَ السكان وأخرجهم جميعاً، ونفّذَ بهم إعداماً جماعياً، حيث قُتل قرابة ألفي شخصٍ، بمن فيهم نساءٌ وأطفال.
ليرتكب مجازر مشابهة في حي البياض وحي الدباغة وحي الباشورة وحي الشمالية، حيث قتلَ عائلات بأكملها ذبحاً ورمياً بالرصاص وحرقاً بالنيران، ودُفنت بمقابرَ جماعية.
يُذكر أنَّ شقيق حافظ الأسد، لم ينل العقابَ على جرائمه حتى اللحظة، في ظلِّ وجودِ الكثير من الدلائل التي تثبتُ ضلوعَ رفعت الأسد بتلك المجزرة.