أكثرُ من ثلاثةِ آلافٍ يرفضُ نظامُ الأسدِ تسويةَ أوضاعهمِ في الغوطةِ الشرقيةِ
رفض مكتب الأمن الوطني التابع لنظام الأسد, تسوية أوضاع أكثر من ثلاثة آلاف شابٍ من الغوطة الشرقية, في وقت بدأ فرع أمن الدولة بإقامة حواجزَ في مدينة دوما بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري.
وأفادت شبكة “صوت العاصمة” بأنّ مكتب الأمن الوطني، “المسؤول عن التسويات الأمنية في عموم سوريا”، رفض تسوية أوضاع أكثر من 3250 شاباً من أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك بعد قرابة عام ونصف من سيطرة نظام الأسد على المنطقة.
وقالت الشبكة، نقلاً عن مصدر أمني وصفه بالخاص, إنّ الأمن الوطني أرسل قوائم تضمّ قرابة 3250 اسم من أبناء الغوطة، جرى تسليمها إلى مخاتير المدن والبلدات على دفعات، منذ مطلع تشرين الأول الجاري، جميعُهم رُفضت التسوية الخاصة بهم.
وبحسب المصدر, تنوّعت أسبابُ رفض التسوية، بين التخطيط لعمليات “إرهابية” تهدف لزعزعة المنطقة، أو تواصل مع قياديين سابقين في فصائل المعارضة خرجوا نحو شمال سوريا، أو دعاوى شخصية بحقّ هؤلاء الشبان، تتهمهم بالقتل العمد وتصفية عناصر نظام الأسد وضباطه خلال فترة سيطرة الفصائل على المنطقة.
وطالب الأمن الوطني الشبان المرفوضة تسوياتهم، عبر مخاتير البلدات، بضرورة مراجعة فروع أمنية ابرزها فرع يتبع للأمن العسكري، وفرع المخابرات الجوية في حرستا، خلال مدّة أقصاها أسبوع واحد من تاريخ التبليغ.
ونالت مدينة دوما، المعقل الرئيسي لجيش الإسلام، النصيب الأكبر من الأسماء بـ 3000 شخص، تمّ رفضُ التسويات الخاصة بهم، فيما توزّعت بقية القوائم على مدن وبلدات القطاع الأوسط.
وأضافت أنّه منذ وصول القوائم إلى الغوطة الشرقية، ارتفعت وتيرة الحملات الأمنية في المنطقة، وازدادت عمليات الدهم والاعتقال ونشر الحواجز المؤقتة، بحثاً عن المطلوبين.
وبحسب الشبكة، فإنّ استخبارات نظام الأسد اعتقلت 20 من أبناء الغوطة في 5 من تشرين الأول الجاري، ضمن حملة أمنية طالت عشرات المنازل والمحال التجارية.
ويتخوف الشبّان ممن رُفضت تسوياتهم، من اعتقال بات شبه محتوم، نتيجة عدم طرح نظام الأسد لخيار نقلهم إلى الشمال السوري، وحصر الموضوع بتسليم أنفسهم إلى فروعه الأمنية، يمكن أنْ يتمّ بعدها تحويلُهم إلى محاكم عسكرية كما جرى مع آخرين ممن جرى اعتقالهم بتهمٍ تتعلق بـ “إرهاب الدولة”.
وفي السياق بدأ فرع أمن الدولة، المسؤول عن مدينة دوما، منذ منتصف الأسبوع الفائت، بإقامة حواجزَ مؤقتة في الشوارع الرئيسية للمدينة، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري.
وقال شبكة “صوت العاصمة”، إنّ الحواجز المؤقّتة تمركزت في أحياء عبد الرؤوف والحجارية وتيسير طه، ومعظم الساحات الرئيسية للمدينة، ومخارجها باتجاه دمشق وبلدات الغوطة.
وخلفت الحملة الأخيرة أكثر من 50 معتقلاً للتجنيد الإجباري تراوحت أعمارهم بين 19 و 36 عاماً.
وأكًدت مصادر في المدينة، تسليم الشبّان من قبل فرع أمن الدولة للشرطة العسكرية، لإحالتهم للتحقيق العسكري، قبيل زجّهم في الثكنات العسكرية.
وشهدت دوما مطلع تشرين الأول الجاري، اعتقال 30 شاباً من أبنائها خلال خروجهم إلى دمشق من قبل حاجز البرج الطبي التابع لأمن الدولة، بهدف تجنيدهم إجبارياً.
وتعتبر حملات التجنيد التي تجري في دوما حالياً، هي الأعنف، بحسب مصادر محلية، حيث أنّ المدينة لم تشهد حملات أمنية كبيرة مقارنة بباقي مدن وبلدات الغوطة، نظراً لوضعها الخاص لدى المحتل الروسي، بالرغم من انتهاء المدة الممنوحة لعناصر التسويات، والمحدّدة بستة أشهر، بدأت منذ خروج جيش الإسلام من دوما في نيسان 2018.