إصاباتٌ جديدةٌ بالكوليرا في الشمالِ السوريِّ ومخاوفُ من تفشّي الأمراضِ في المنطقةِ بعدَ الزلزالِ
شهدت مدنُ وبلداتُ شمالِ غربي سوريا، ارتفاعاً جديداً في أعدادِ الإصابات بمرض الكوليرا، في ظلِّ ضعفِ الإمكانياتِ الطبيّة والصحيّة، ونقصِ المعدّات والكوادرِ المختصّةِ، وسطَ مخاوفَ من تفشّي الأمراض الوبائيّة المعديّة في المنطقة بعدَ الزلزال.
وأمس الثلاثاء، سجّلت شبكةُ الإنذارِ المبكّر والاستجابة للأوبئة” التابعةُ لوحدة تنسيقِ الدعم، 5 إصاباتٍ جديدة بمرض الكوليرا، لترتفعَ الحصيلةُ الإجماليّة للإصابات إلى 696 إصابةً، في حين لم تُسجّلْ أيُّ حالةِ وفاة جديدة ليستقرَّ العددُ عند 23 وفاةً.
ولم تُسجّلْ الشبكةٌ أيَّ إصابةٍ جديدة بمرض الكوليرا في منطقة عمليّةِ “نبع السلام” في ريفي الرقّةِ والحسكة، ليبقى إجماليُّ عددِ الإصابات عند 44 إصابةً ووفاتين.
في هذا السياق، أعرب عاملونَ بالقطاع الصحي في الشمال السوري عن خشيتِهم من تزايدِ الإصابات بالأمراض الوبائيّة والمعديةِ في المنطقة بعدَ الزلزال، خصوصاً في مراكز الإيواءِ والمخيّمات التي تفتقرُ للبنى التحتية.
وقال المنسّقُ في “برنامج الإنذارِ المبكّر والاستجابة للأوبئة” ياسرُ فروح، إنَّ الزلزال زادَ الوضعَ سوءاً، موضّحاً أنَّ “الأرقامَ والمؤشّرات التي تردُنا في الوقت الحالي تؤكّدُ تزايدَ حالاتِ الإصابة بالكوليرا والحصبةِ والأمراض التنفسيّة”.
ولفت فروح إلى أنَّ “هذه الأمراضَ موجودةٌ قبلَ الزلزال لكنَّها ارتفعت من بعدَه”، متوقّعاً زيادةً إضافيّة في “أعدادِ الإصابات والوفياتِ مع زيادةِ حركةِ السكان من وإلى مراكزِ الإيواء والمنازل والخيام”، محذّراً من أنَّ هذه المناطقَ بيئةٌ خصبة لظهور الأمراض الوبائيّة، نتيجةَ انهيارِ النظام الصحي، وغيابِ شبكات الصرفِ الصحي، وعدمِ توفّر المياه الآمنةِ للشرب.
ونبّه أحدُ الأطباء في الشمال السوري إلى أنَّ الأمراضَ التي تتفشّى بعد الزلزال ناتجةٌ عن تدمير البنيةِ الصحيّةِ واختلاطِ مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وأخرى تنتشر بسببِ الكثافة السكانيّة في مراكزَ غيرِ مجهّزة.
ومنذ أيلول 2022، تشهد عدّةُ محافظات سورية تفشّياً للكوليرا، وتظهر الكوليرا عادةً في مناطقَ سكنيّة تعاني شحّاً في مياه الشرب أو تنعدُم فيها شبكاتُ الصرفِ الصحي.