ابنةُ “كوهين” تطالبُ الإمارات بالتوسطِ لاستعادةِ رفاتِ والدِها من سوريا
طلبت صوفي، ابنة الجاسوس الإسرائيلي في سوريا إيلي كوهين، دولة الإمارات وسفيرها لدى إسرائيل ، بالتوسّط لدى رأس النظام “بشار الأسد” ببدء استعادة رفات والدها المحتجزة منذ إعدامِه عام 1965.
وقالت ابنة كوهين: “آمل وأطلب عن طريق قناتكم وفي هذه المقابلة من الإماراتيين الذين لديهم دورٌ كبير في إسرائيل والمجتمع الدولي أنْ يساعدونا على الوساطة وعلى أنْ نصلَ لتفاهمات مع السوريين من أجل اعادة رفات والدي”.
وأضافت: “أعتقد أنَّ هذه فكرة ممتازة، لم أفكر بها لوحدي، لكن أعتقد أنَّ هذه وسيلة ممتازة، التوجه من خلال قناة عربية (بإشارة للإمارات) وأعتقد أنَّه يمكن أنْ نحصلَ على إجابات أفضل وإنْ كان هناك محفزٌ يمكن تنفيذُ ذلك في الواقع وأنْ نتوجّه بشكلٍ رسمي للسفير الإماراتي في البلاد”.
يُذكر أنَّ رئيسَ جهاز “الموساد” ديفيد برنياع، كشف خلال افتتاحِ متحف “إيلي كوهين” في مدينة هرتسليا شمالي الأراضي المحتلة، يوم الاثنين، الستارةَ عن آخر برقية أرسلها الجاسوس “إيلي كوهين” إلى مشغّليه بجهاز الاستخبارات “الموساد”، والتي تسبّبت في إلقاء السلطات السورية القبضَ عليه في دمشق ومن ثم إعدامَه عام 1965.
وقال مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي في بيان، إنَّ برنياع “كشف اليوم الاثنين علناً ولأول مرّة عن آخر برقية تلقّاها من إيلي كوهين قبلَ القبض عليه”، وأضاف: “في البرقية المؤرخة في 19 فبراير/ شباط 1965، وهو اليوم الذي تمَّ القبضُ عليه فيه، يتحدّث عميلُ الموساد كوهين عن اجتماع هيئة الأركان العامة السورية الذي عُقد مساء ذلك اليوم بمشاركة الرئيس السوري آنذاك أمين الحافظ”.
وأضاف برنياع: “لطالما كان سببُ القبض على إيلي كوهين مثيرًا للجدل. هل نقلَ الكثير؟ هل تصرّفَ خلافاً للتوجيهات؟ هل طلب المقرُّ منه الإرسال بشكل مكثّفٍ للغاية؟ كانت القضيةُ محلَّ نزاعٍ لسنوات عديدة”.
وأوضح: “سأكشف لأوّلِ مرّة بعد بحثٍ معمّقٍ أجري مؤخرًا، أنَّ إيلي كوهين لم يتمّ القبضُ عليه بسبب كمية الإرسال أو الضغط من المقرِّ الرئيسي للإرسال بشكلٍ متكرّر، بل تمَّ القبضُ عليه، لأنَّ العدو اعترض رسائله. هذه الآن حقيقة استخباراتية”.
وتابع: “البرقية مؤرّخة في 19 فبراير 1965 يوم القبض عليه، حيث تحدّث عن نقاش في هيئة الأركان العامة السورية بمشاركة الرئيس آنذاك أمين الحافظ”،
وتابع برنياع إلى أنَّ “عملَ الموساد سيتواصل لكشف معلومات استخبارية وتفاصيلَ جديدة حول الفترة التي خدم فيها كوهين في سوريا، وسيُواصل العملُ لجلب رفاته لدفنه في إسرائيل”.
وكان برنياع، قد أبرز خلال الافتتاح صورةً للبرقية الأخيرة من كوهين، وكوهين ولد عام 1924 بالإسكندرية في مصر لأسرة هاجرت إلى هناك من مدينة حلب السورية، وعمل جاسوساً للموساد في سوريا في الفترة بين 1961 وحتى 1965 منتحلاً صفةَ رجل أعمال يدعى كامل أمين ثابت، وفي سوريا أقام كوهين علاقات وثيقة مع نخبة المجتمع السياسي والعسكري قبل الكشفِ عنه وإصدارِ حكمِ الإعدام بحقّه عام 1965.