اتفاقُ درعا: تعهّداتٌ روسيّةٌ بالإفراجِ عن 500 معتقلٍ من سجونِ نظامِ الأسدِ
دخل حيز التنفيذ اتفاق درعا الذي أبرِم يوم الثلاثاء 31 آب بعد جولة مفاوضات بين لجنة المفاوضات في درعا واللجنة الأمنيّة التابعة للنظام، بحضور وفد روسي، وذلك في أعقاب فشل قوات الألسد والميليشيات الإيرانية من اقتحام أحياء درعا البلد المحاصرة منذ أكثرَ من شهرين.
عضو لجنة التفاوض وأحدُ أبرز وجهاء درعا “أبو علي المحاميد” قال إنَّ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يضمّ أربعة بنود أساسية موزّعة على عدّة مراحل.
وأوضح في حديث لـ”القدس العربي” أنَّ المرحلة الأولى تشمل وقفَ إطلاق النار الذي بدأ الثلاثاء، ولا يزال مستمرّاً.
وتضم المرحلة الثانية دخول الشرطة العسكرية الروسيّة بمرافقة عناصر الأمن الذين يقومون بالتسويات، وهو ما بدأ صباحَ الأربعاء حيث أنشئ مركز خاص بالتسوية وهناك 34 شخصاً مطلوبين لنظام الأسد قاموا بتسوية وضعهم وتسليم سلاحهم الخفيف.
ووفقاً لـ”المحاميد”، ينتظر اليوم الخميس إجراءُ عمليات تفتيش ومعاينة للبطاقات الشخصية لكافة أهالي البلد، من أجل التأكد من عدم وجود غرباء هو بندٌ لا مانع منه لأنَّه لا يوجد لدينا غرباء في درعا البلد.
وتابع، ستشهد المدينة يوم غدٍ الجمعة، وفقاً للاتفاق، انتشارَ أربع نقاط أمنيّة، متفق عليها، وهي نقاط وليست حواجز، وقد حدّدنا أماكنها، وبعدها مباشرة ستنسحب قوات الأسد من طوق درعا وتفتح المعابر كاملة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
“المحاميد” أكّد على وجود ضمانات روسية من أجل الاستمرار في تطبيق الاتفاق، وقال “روسيا تريد الخلاص والخروج من المأزق في درعا”.
وحول ملفّ المعتقلين، أوضح “المحاميد” أنَّ الجانب الروسي تعهّد بإطلاق سراح عشرات المعتقلين من سجون نظام الأسد، وقال “ملف المعتقلين لم يُهمل ولكن بعد الانتهاء من الاتفاق هذا، سيتمُّ الإفراج عن 500 معتقلٍ من أبناء محافظة درعا، وقد أخذنا عهداً من الروس بالإفراج عن المعتقلين”.
وأكَّد أنَّ “هذا الملفَّ لن نتجاوزه وسنبقى نطالب به حتى آخر معتقلٍ في سجون نظام الأسد”.
وكتب المحاميد على صفحته الشخصية عبرَ موقع فيسبوك “استطعنا أنْ نصمدَ أمام قوات مجحفلة من الميليشيات التابعة لإيران والنظام كانت تريد دخول درعا البلد والسد والمخيّمات والتنكيل بأهلنا. تحمّلنا من القصف ما لم نشهده خلال العشر سنوات الماضية صبرنا على الحصار ما يزيد عن شهرين”.
وأضاف، “ولكن الله كان معنا ولقد منعنا هذه الميليشيات الطائفية المشحونة وأفشلنا خطّة إيران بالسيطرة على درعا، ولقد توصلنا إلى اتفاق يحفظ كرامتنا ويحقن دماء شبابنا”.
وأوضح في منشوره، “نحن -مواطنين سوريين- نعيش في سوريا وضمن الدولة السورية ونتعامل مع مؤسسات الدولة رغم اختلافنا السياسي مع النظام. وهذا لا يمنع أنْ نتعامل مع مؤسسات الدولة”.
وقال “نحن ننبذ الإرهاب بكلِّ أشكاله، سوريا هي وطننا ولن نتخلى عنها وسندافع عنها لأنَّ الأوطان باقية والأنظمة زائلة مهما طال الزمن أو قصر، ولن تتغيّر مواقفنا من الثورة السورية التي قدّمنا فيها الدماء والأرواح، حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة”.
وصباح أمس الأربعاء 1 أيلول، دخل إلى درعا البلد، ضبّاط روس وأعضاء اللجنة الأمنيّة، وعلى رأسهم اللواء حسام لوقا والعميد لؤي العلي، من أجل إجراءات التسوية.