ارتفاعُ وتيرةِ استهدافِ المدارسِ في شمالِ غربِ سوريا
ارتفعت وتيرةُ استهداف المدارس بقصف قواتِ الأسد وروسيا في شمال غربي سوريا أربعَ مرّاتٍ، خلال العام الماضي مقارنةً بالعامين السابقين.
جاء ذلك في تقرير أعدّته منظّمة “حرّاس الطفولة” و”الدفاع المدني السوري”، أشار إلى أنَّ الهجماتِ على المدارس بلغت 43 هجوماً بين أيلول 2023 وأيلول 2024، مقارنةً بثماني هجماتٍ خلال نفس الفترة بين عامي 2022 و2023، وعشرِ هجمات بين عامي 2022 و2021.
وأدّت هذه الهجمات بين أيلول 2023 حتى منتصفِ تشرين الثاني الحالي، إلى استشهاد طفلٍ ومعلّمٍ وإصابةِ تسعةِ أطفالٍ ومعلمٍ آخر.
وتشير الطبيعةُ المتعمدة لهذه الهجمات على المدارس وتكرارها، إلى أنَّها كانت متعمّدةً وغيرَ قانونية، إذ لم يكن هناك هدفٌ عسكري واضح.
وكان للهجمات أثرٌ عميق ومتعدّدُ الأوجه على الأطفال، ما أثّر بشدّة على سلامتهم وتعليمهم العام، وتعرّضُ الأطفالِ للعنف يخلق شعوراً دائماً بالخوف والقلق، وأصبح 19% من الأطفال لا يشعرون بالأمان في المدرسة بسبب المخاوفِ من القصف أو الغارات الجوية.
ولفت التقرير إلى أنَّ الصدماتِ المستمرّةَ تؤدّي إلى اضطرابات نفسية طويلةِ الأمد، بما في ذلك اضطرابُ ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، ما يؤثّر بشكلٍ حادٍّ على صحة الأطفال النفسية واستقرارهم العاطفي، إضافةً إلى أنَّ فقدانَ الأصدقاءِ وأفراد الأسرة والمنازلِ يزيد من حدّةِ التوتر ويعزّزُ مشاعرَ العزلة الاجتماعية.
كما تُعطّل الهجماتُ المتكرّرة على المدارس والمرافق التعليمية، تعليمَ الأطفال، وتدمّر المدارس وتلحقُ الضررَ بها، ولا يوقفُ ذلك التعلم فحسب، بل يؤدّي أيضاً إلى تفاقم الفوارقِ التعليمية، ويحرم الأطفالَ إما بشكلٍ مؤقّتٍ أو دائمٍ من الحصول على التعليم، ما يؤدّي إلى فجوات كبيرة في تعلّمهم وتراجع أكاديمي على المدى الطويل.
كذلك تجبر إغلاقُ المدارس أو تضرّرُها بالقصف الأطفال في كثير من الأحيان على السير لمسافات طويلةٍ للحصول على التعليم، ما يزيد من خطر تعرّضِهم للأذى.
التقرير دعا المجتمعَ الدولي ولجنةَ تقصّي الحقائق الدولية بشأن سوريا، إلى تفعيل آلياتِ المساءلة، ونسبِ الجرائم بوضوح إلى مرتكبيها الفعليين، وإنشاءِ هيئات محليّة أو دعمِ اللجان المحليّة داخل سوريا لتوثيق الجرائم ضدَّ الأطفال، بما في ذلك الهجمات على المدارس.