الأممُ المتحدةُ : أوربا تشهدُ أكبرَ حلبةِ نزوحٍ لم تشهد لها مثيلاً منذُ الحربِ العالميّةِ الثانيةِ
طالبت الأممُ المتحدة بضرورة توفير الحماية للاجئين، بمن فيهم القادمون من سوريا واليمن وإثيوبيا ومن بلدانٍ ومناطقَ أخرى دون تفرقةٍ.
حيث حثّتها الأممُ المتحدة على التصرّف بطريقة مماثلة إزاءَ اللاجئين من مناطق الحرب الأخرى بغضِّ النظرِ عن الجنسية أو العرق أو الدين.
حيث قالت وكالةُ اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إنَّها تشعر بقلقٍ بالغٍ من تنامي مشاعرِ العداء للأجانب والتمييز والاستبعاد ضدَّ اللاجئين وطالبي اللجوء في السنوات القليلة الماضية، وإنها تشعر أنَّ موضوع اللاجئين الأوكرانيين يتيح فرصةً للتفكر في الأمر.
يُذكر أنَّ عددَ اللاجئين الأوكرانيين وصل إلى ثلاثة ملايين لاجئ، إذ تعتبر من أكثرِ حركات النزوح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لا سيما أنَّها استقبلت العديد منهم في مسكن مؤقّتٍ وعملٍ في الدول الواقعة على الحدود مع أوكرانيا مع بدءِ عددٍ كبيرٍ بالانتقال غربًا.
من جهتها قالت المتحدّثةُ باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة ، كاثرين ماهوني، “نرحّب بهذا الاستقبال الهائل والتضامن الذي جرى إظهارهُ للاجئين في الأيام القليلة الماضية، ونأمل أنْ يلهمَ هذا بعض التفكر والتحوّل عن بعض الروايات والسياسات السامة التي رأيناها في عددٍ من الحالات”.
وأشارت إلى أنَّ الأمم المتحدة تجري مباحثاتٍ مع دولٍ من بينها بريطانيا والولايات المتحدة وفي أوروبا بخصوص سياساتها تجاه اللاجئين، كما طالبت الدولُ بوضع حدٍّ لممارسة “الصدِّ” التي تمنع اللاجئين من دخولِ أراضي دولةٍ معيّنة.
بدورها، صرّحت المديرة المشاركةُ لقسم أوروبا وآسيا الوسطى بمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، جوديث سندرلاند، أنَّ سياسات التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين “تتعارض بشكلٍ صارخٍ مع السياسات والممارسات التي لا نزال نراها فيما يتعلّقُ بالمهاجرين واللاجئين من مناطق أخرى من العالم”.
يُذكر أنَّ أوروبا تشهد موجةَ لجوءٍ غيرَ مسبوقة منذ عام 2015، عقبَ استقبالها ما يزيد على 1.2 مليون طالبِ لجوء، معظمُهم من سوريا جرّاءَ الحرب، ما دفعها إلى تشديد إجراءات اللجوء في الأعوام اللاحقة للحدِّ من تدفّقِ اللاجئين والمهاجرين إلى أراضيها.
وعقبَ “الغزو” الروسي لأوكرانيا، فقد أصبحتْ أوكرانيا اكبرَ مصدّرٍ للاجئينَ، ولاقتْ اهتماماً أكبرَ من قِبل المجتمع الأوروبي للاجئين الأوكرانيين، وضرورة احتضانهم، فيما قام بعضُ الإعلاميين بمقارنات تمييزية بين اللاجئين الأوكرانيين، و السوريين والعراقيين والأفغان، وذلك على أساس اختلافِ العرق والثقافة وعواملَ أخرى.