الحريريُ: وقفُ اطلاق النار في إدلبَ هو الأطولُ، ونوايا الأسدِ وإيرانِ خرقُ الهدنةِ، وقصفُ المناطقِ المحرّرةِ من جديد.
أكّد رئيسُ هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري، أنّ وقف إطلاق النار المستمر في محافظة إدلب، هو الأطول خلال تسع سنوات وقال الحريري في مقابلة أجراها مع وكالة الأناضول، إنّ “ما جرى في إدلب هامٌ جداً لأنّه حفظَ حياة ملايين الناس في المنطقة، وبمراجعة لقرارات مجلس الأمن، فكلُّها تحدّثت عن وقفِ إطلاق نار شاملٍ تهيّئ للحلِّ في سوريا”.
وفيما يتعلّق بعملِ هيئة التفاوض واللبس بمحاولة زجّ السعودية كتلة من المستقلين بطريقة لا توافق النظام الداخلي للهيئة، أنّ “الحوار استمر مع السعودية وبين المكونات السورية والمجتمع الدولي وتمّ تبنْي مقاربة إيجابية من الجميع كان هدفها واحداً، وهو الحفاظ على وحدة الهيئة، والحفاظ على وجودها، وأنْ تمضيً في استحقاقاتها وعلى رأسها الانتخابات، وتتفرّغ الهيئة لمناقشة كلّ القضايا والإشكاليات العالقة بما فيها اجتماع الرياض
وعن عمل اللجنة الدستورية والاتفاق على جدول أعمال كما أعلن عن ذلك المبعوث الأممي غير بيدرسن قبل أيام، قال الحريري: “بيدرسن مستمرٌ بجهوده لتحويل عمل اللجنة من إطار تداولاته الإجرائية إلى الاتفاق على جدول الأعمال، إلى نقاش المضامين الدستورية”، مشيراً إلى بيدرسن وضع مقترحاً لجدول الأعمال، وبعد نقاش تمّ التوافق عليه بين النظام وهيئة التفاوض، وانطلق به لمجلس الأمن وأعلن توافق الأطراف
وبيّنَ أنّه “كان يفترض بعد الاتفاق أنْ تتمّ الدعوة للجنة، فالاجتماع الفيزيائي (المباشر) غيرُ متاحٍ بسبب كورونا، ففكّرَ بيدرسون بعقد اجتماع افتراضي كان فيه علامات استفهام، فهو يكفي لقضايا أكثر بساطة من تعقيدات الملفّ السوري، خاصة أنّ جولات فيزيائية عقدت لم تصلْ لنتيجة، إلا أنّه بالنهاية إشارة إلى أنّ العملية الدستورية يجب أنْ تقف حيّة وتعزّز وقفَ إطلاق النار”.
وتابع القول “قلنا لبيدرسون لا مانعً في ذلك ولكنّ الرفضَ كالعادة جاء من النظام، مقابل أنّه أبدى استعداده للقاء فيزيائي، وأعتقد مع انخفاض الجائحة قد يكون هناك اجتماع فيزيائي، مع توفير الترتيبات اللوجستية للاجتماع”.
وأكّد أنّه لا يمكن “فصل المسار الميداني عن المسار السياسي، خصوصاً أنّ النظام وحلفاءه لا يزالون يعولون على الحلِّ العسكري، كحلٍّ وحيد في مقاربة المسألة السورية… الدافع الوحيد الذي ربّما يجلب النظام وحلفاءه لطاولة المفاوضات هو ما جرى من ترتيب على الأرض في إدلب”.
ونبّه الحريري إلى وجود نوايا لدى النظام لإسقاط وقف إطلاق النار قائلاً: “النظام وحلفاؤه وخاصة إيران ليس لهم مصلحةٌ في وقف إطلاق النار لذلك سيسعون لتخريب الاتفاق بأيِّ شكل، باتخاذ الإرهاب ذريعة كما السنوات الماضية، والخروقات المتكرّرة لوقف إطلاق النار.
وأكّد أنّ هذا “يستدعي الردّ وفتح معارك عسكرية، وعندما تفشل إيران والنظام يبدؤون العمل العسكري بدون أيِّ رادعٍ، بسبب غياب ردود الفعل الدولية الحقيقية، ومحور سراقب به حشود توحي بالاستعداد لعملية عسكرية بالمنطقة”.