الخارجيةُ البريطانيّةُ: السلامُ في سوريا لن يكونَ من دونِ عدالةٍ ومحاسبةٍ
شدّدت وزارةُ الخارجية البريطانية على أنَّ النظامَ السوري “يتجاهل قدسيةَ الحياة البشرية منذ 12 عاماً”، مؤكّدةً على أنَّه “لن يكونَ هناك سلامٌ في سوريا من دون مساءلة”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وزيرُ الشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمالِ أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، اللورد طارقُ أحمد، خلال استضافتِه من مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية في الخارجية البريطانية، بالتعاون مع فرقة العملِ للطوارئ السورية، بشأن المساءلة في سوريا، حضرها الشاهدان السوريان المعروفان باسم “حفّارِ القبور” و”سائقِ الجرافة”.
وقال اللورد أحمدُ إنَّ “الشعب السوري عانى معاناةً لا يمكن تصوّرُها، وبينما تسعى تجارة الدعاية في دمشق وموسكو وطهران إلى إعادة كتابةِ التاريخ، فإنَّ الأدلّةَ التي يمكننا رؤيتُها وسماعُها تؤكّد أنَّ المسؤوليةَ عن الانتهاكات في سوريا تقع على نظام الأسد وحلفائه روسيا وإيران”.
وأوضح اللورد أحمدُ أنَّ بلاده “وقفت إلى جانب الشعب السوري منذ بداية الصراع، وتواصل العملَ مع شركائها والأمم المتحدة لدفع عمليّةّ سياسيّة شاملة وإنهاء الصراع”، مشيراً إلى أنَّ المملكة المتحدة قدّمت أكثرَ من 3.8 مليارات جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية منذ العام 2012، وهو “أكبرُ التزام لبريطانيا على الإطلاق تجاه أزمةٍ إنسانيّة واحدة”.
وأضاف أنَّه “في الآونة الأخيرة، تحرّكت المملكةُ المتحدة بسرعة للاستجابة لكارثة الزلزال، مما زادَ الدعمَ لشركائنا على الأرض، وتمكّنا من تقديم حزمةِ دعمٍ تزيد قيمتُها على 43 مليون جنيه إسترليني”.
وأعرب اللوردُ أحمد عن “الفخر بالعلاقات التي أقامتها حكومةُ المملكة المتحدة مع المجتمع المدني السوري”، مؤكّداً على أنَّ “الدعمَ البريطاني يذهب إلى أبعدِ من التمويل الإنساني”.
وشدّد الدبلوماسي البريطاني على أنَّ “الشعب السوري في صميم جهود العدالة والمساءلة، وسيكون لصوته دائماً مكانٌ في توجيه سياسة المملكة المتحدة”.
وعن جهود المحاسبةِ والعدالة في سوريا، قال وزير الشؤون الخارجية البريطاني إنَّ المملكةَ المتحدة تستخدم موقفَها في مجلس حقوقِ الإنسان ومجلس الأمن لتسليط الضوءِ على انتهاكات حقوق الإنسان، مشدّداً على دعمِ آليات تبادلِ المعلومات وجمعِ الأدلّة، التي ساعدت في الإدانات القضائية، بما في ذلك محاكمةُ أنور رسلان في ألمانيا.
وأوضح اللورد أحمد أنَّ المملكة المتحدة تؤيّد إنشاءَ آليةٍ جديدةٍ للأمم المتحدة للتركيز على المفقودين.
وذكر أنَّ المملكةَ المتحدة “تعمل على فضحِ الطريقة الخبيثة التي يعمل بها النظام السوري على زعزعة استقرار المنطقة”، مؤكّداً أنَّ النظام السوري “يثري نفسَه وآلتَه الحربية من خلال تجارةِ المخدّرات في حين يتضوّر الشعب السوري جوعاً.