الشبكةُ السوريةُ لحقوقِ الإنسانِ: محافظُ ديرِ الزورِ السابقِ مسؤولٌ عن مقتلِ وإخفاءِ آلافِ السوريينَ

كشفت الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان أنَّ محافظَ دير الزور السابق التابع لنظام الأسد، “سميرَ عثمان الشيخ” والذي اعتقلته السلطاتُ الأمريكية يوم الثلاثاء مسؤولٌ عن مقتل قرابة 4 آلافِ مواطنٍ سوري، بينهم 93 تحت التعذيب وإخفاء 508 آخرين.

وأشارت الشبكة في تقرير عقبَ إعلانِ السلطات الأمريكية اعتقالَ “الشيخ” إلى أنَّه اعتُقل بتهمة ارتكاب جرائمِ حربٍ وجرائمَ ضدَّ الإنسانية في سوريا.

وأوضحت الشبكة في تقريرها أنَّ “الشيخ”، من أبناء محافظة إدلب، وهو ضابطٌ سابق برتبة عميد، أُحيل إلى التقاعد، بداية العام 2011، بعد أنْ شغل عدّةَ مناصبَ قياديّة منها رئيسُ سجن عدرا المركزي، ورئيسُ فرع الأمن السياسي في محافظة ريف دمشق.

وتابعت، “في 24 تموز 2011، عُيّن محافظاً لـ دير الزور، وبقي في منصبه حتى بداية العام 2013، وتزامن تعيينُه مع بدءِ الحِراك الشعبي في محافظة دير الزور، وكان أحدَ أعضاء اللجنة الأمنية في المحافظة، وهي لجنةٌ معنيّة باتّخاذ القرارات العسكرية والأمنيّة في المحافظة”، مبيّنةً أنَّه خلال تولّيه منصبَ المحافظ، دخلت قواتُ الأسد في آب 2011 إلى مدينة دير الزور لقمع الاحتجاجات الشعبية فيها.

وبحسب شهاداتِ الناجين من الاعتقال في محافظة دير الزور، ففي العديد من الأحيان كان يجري تجميعُ المعتقلين في مبنى المحافظة، قبل نقلِهم إلى مراكز الاحتجاز، ولفتت الشبكة إلى أنّ “الشيخ” خلال تلك الفترة، كان مسؤولاً عن الانتهاكات الفظيعةِ التي تقع ضمن صلاحياتِه، لأنَّه لم يعمل على منعِها، بل ربَّما يكون طرفاً في إعطاء الأوامر.

وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أنَّها زوّدت وزارةَ العدل الأميركية بحصيلة أبرز الانتهاكات التي مارسها (سميرُ عثمان الشيخ) في أثناء عملِه، منها القتلُ والتعذيب، والاعتقال والاختفاء القسري، المسجّلة خلال مدّةِ تقلّده المنصبَ منذ نهاية تموز 2011 وحتى 15 كانون الثاني 2013.

ووثّقت الشبكةُ خلال الفترة المذكورة استشهادَ 3933 مدنيّاً بينهم 312 طفلاً و261 سيّدةً على يد قواتِ الأسد والميليشيات الموالية له، من بين الضحايا ما لا يقلُّ عن 14 مدنيّاً من الكوادر الطبيّة وما لا يقلُّ عن 13 إعلاميّاً.

وكذلك وثّقت استشهادَ ما لا يقل عن 93 شخصاً، بينهم طفلان، في مراكز الاحتجاز التابعةِ لقوات الأسد في محافظة دير الزور، وما لا يقلُّ عن 659 حالةَ اعتقال، بينهم 31 طفلاً و19 سيّدةً، تمَّ الإفراج عن 47 حالةً منهم، وبقي 612 حالةَ اعتقالٍ، تحوّل 508 منهم إلى حالات اختفاءٍ قسري.

وأفادت الشبكة بأنَّه في يوم الأحد (7 آب 2011) قضى 81 مدنيّاً بينهم 6 أطفالٍ و7 سيداتٍ بنيران قواتِ الأسد، أثناء اقتحامِها مدينةَ دير الزور، وفي يوم الأحد (25 أيلول 2012)، اقتحمت قواتُ الأسد حيي الجورة والقصور في دير الزور، من ثلاثة محاور، بعدها بدأت عمليةُ قصفٍ بقذائف المدفعية والدبابات، ما أدّى إلى مجزرةٍ راح ضحيتَها 95 مدنيّاً بينهم 3 أطفالٍ و4 سيّداتٍ، جرى قتلُهم بطرق عديدة (ذبحاً بالسكاكين أو رمياً بالرصاص).

وشدّدت على أنَّ هذه الإحصائيات هي عبارةٌ عن بياناتٍ مسجّلة بكلّ التفاصيل، موضّحة، “نعتقد أنَّ المتّهم (الشيخ) متورّطٌ بارتكابها باعتباره كان مسؤولاً رفيع المستوى في محافظة دير الزور، وبكلِّ تأكيدٍ هناك مسؤولية لرأس نظام الأسد عن هذه الانتهاكات باعتباره قائدَ الجيش والقوات المسلّحة وصاحبَ سلطةٍ مطلقة في النظام”.

وأكّدت الشبكة السورية أنَّها ساهمت في دعمِ قضية محاسبةِ “الشيخ”، منذ العام 2023، وذلك بالتنسيق والتعاون مع المنظمة السورية للطوارئ، التي تعاونت مع الحكومةِ الأميركية وبشكلٍ خاصٍ وزارة العدل، بهدف إلقاء القبضِ عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى