الغارديان البريطانيةُ: جرائمُ نظامِ الأسدِ تزدادُ خلالَ المناسباتِ
ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقريرٍ لها أنَّ جرائم نظام الأسد تزداد خلال المناسبات وخاصة الأعياد.
وأورد تقريرُ الصحيفة قصةَ الفنان الصغير حسين صايغ (13 عاماً) الذي هاجرت أسرته لشمال غرب سوريا فراراً من جحيم الحرب التي شنَّها نظامُ الأسد على حلبَ عام 2016.
ومثلُ سوريين آخرين، حاولت الأسرة في إدلب بناءَ حياة جديدة على الرغم من استمرار الحرب من حولها، وفقاً لتقرير الصحيفة.
وأضاف التقرير أنَّ المراهق السوري الذي كان يهوى الرسم حاول مساعدة الفنان المحلي عزيز الأسمر، في رسمًه لوحاته الجدارية السياسية الشهيرة.
لكنَّ أحلامَ “صايغ” في أنْ يكون رسّاماً تحطّمت، الشهر الماضي، بعد أنْ قصفت قوات الأسد مسبحاً في بلدة صغيرة، ما أدّى لاستشهاده وشقيقه البالغ من العمر 17 عاماً، وعمه (23 عاماً) وثلاثة مدنيين آخرين.
في بلدة بنّش الواقعة في منطقة مركز إدلب، بقيت الجدارية التي رسمها الفنان على جدار منزل تعرّض للقصف، وتظهر اللوحة الكبيرة بيتاً في نوافذه قلوب حمراء، وسماء فيها بقعٌ سوداء لطائرات حربيّة ومروحيات وصواريخ.
ويفترض أنَّ المنطقة التي تعرّضت للقصفِ يغطّيها اتفاقٌ لوقف إطلاقِ النار، وقعَ في 2018، لكنَّ نظام الأسد كعادته لا يلتزم بمثل هذه الاتفاقات، ما يجعل سكان المنطقة في حالة مستمرّة من الخوف.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنَّ حوالي 3.5 مليون شخصٍ فرّوا إلى الشمال الغربي هرباً من المعارك في أجزاء أخرى من البلاد، وسطَ ظروفٍ معيشية مزرية تفاقمت منذ انهيار العملة السورية، العام الماضي، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتصاعدت أعمال العنف، في الأسابيع الماضية منذ بدءِ عطلة عيد الأضحى، في وقتٍ تعهّد فيه رأسُ نظام الأسد بجعل “تحرير تلك الأجزاء من الوطن التي لا تزال بحاجة إلى أنْ تكونَ محرّرة” واحدة من أولوياته القصوى.
الفنان المحلي الذي ساعده حسين صايغ قال للغارديان، “لقد أحبَّ حسين الجميع. لقد ساعدني في العديد من اللوحات الجدارية التي رسمتها… كان موهوباً وكان صاحب خيال جميلٍ”.
وأضاف، “كان هناك رسم معيّن يحبُّ أنْ يرسمه كثيراً . منزل به قلوب حبّ … أراد أنْ يقول إنَّ هذه القنابل تقتل الحبَّ وتدمّر المنازل”.
ويعتبر الفنان المحلي أنَّ الجدارية المتبقية على المنزل في بنّش هي “وسيلة للاحتفاظ بالأمل وتذكير العالم بأنَّ السوريين ما زالوا يحلمون بالسلام والعدالة”.
ليلى حسّو، مديرة الاتصال والدعوة في شبكة “حرّاس الطفولة”، وهي مؤسسة خيرية تعمل على حماية الأطفال في سوريا قالت، “لقد بدأنا نلاحظُ نمطاً في السنوات الأخيرة، وهو زيادة القصف في المناسبات مثل العيد”.
وأضافت، “قُتل 13 طفلاً في ثلاثة أيام فقط الآن، في كلِّ مرّة يأتي العيد نخشى أنْ نفقدَ المزيد من الأطفال بدلاً من إعطائهم ملابس جديدة لارتدائها والاحتفال، يقوم الآباء بتزيين أطفالهم بملابس العيد لدفنهم”.
وأوضحت أنَّه “أحياناً يطلب منا الآباء إغلاق مباني المدرسة لأنَّهم يخشون أنْ يموتَ أطفالهم هناك” في حين أنَّه يفترض أنْ تكون المدارس أماكن آمنة.
واعتبرت أنَّ نظام الأسد يريد إرسالَ رسالةٍ مفادُها “أنَّه لا يوجد مستقبل في هذه المنطقة لك أو لأطفالك “.