الكشفُ عن صفقةٍ أمريكيّةٍ سريّةٍ تتعلّقُ بمرورِ الغازِ الإسرائيلي من مناطقِ نظامِ الأسدِ إلى لبنانَ
كشفتْ صحيفةٌ أوروبيّة أنَّ نظام الأسد وافقَ على السماحِ بنقل الغاز الإسرائيلي إلى لبنانَ مروراً بمناطق سيطرتِه بعد صفقةٍ سريّةٍ.
الأمرُ الذي يشير، وفقاً للصحيفة، إلى نيّة الولايات المتحدة الأمريكية رفعَ العقوبات المفروضةِ على نظام الأسد، والتي دامتْ منذ ما يقاربُ الـ10 سنوات.
وأشارت صحيفة “داغينز نيهيتر” السويدية في تقريرٍ لها، أنَّ لهذا الاتفاق عواقبَ سياسية بعيدةَ المدى، من بينها رفعُ الحظر الذي تفرضُه واشنطن على نظام الأسد.
موضّحةً أنَّ مثلَ هذه الخطط لا يمكن أنْ تتمَّ دون ضوء أخضرَ من البيت الأبيض، وخاصةً أنَّ حقولَ الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط تمَّ شراؤها من قِبل شركةِ الطاقة الأمريكية العملاقةِ شيفرون منذ نحو عام.
وبحسب تقريرٍ الصحيفة السويدية فإنَّ هذا يُعدُّ نجاحاً كبيراً لرأس نظام الأسد، ومُقدّمة لإنهاء عزلةِ النظام الدولية، ما يجعلُه شريكاً في المفاوضات التي تتمُّ حولَ خطّ الغاز المذكور، مضيفةً أنَّ من شأن هذا الخطِّ منعُ الاحتلال الإيراني من احتكار إمداداتِ الطاقة في لبنان.
ولفت التقريرُ إلى أنَّ الحكومة اللبنانية نفتْ هذه المزاعمَ، موضحةً أنَّه سيتمُّ ضخُّ الغاز المصري فقط، وليس الإسرائيلي عبرَ مناطقِ نظام الأسد، مؤكّداً أنَّ الغاز الإسرائيلي يتدفّق إلى الأردن منذُ عامين، ومن هناك يتجه شمالاً إلى سوريا ثم إلى لبنان.
وبيّنَ تقريرُ الصحيفة أنَّ الاحتلال الإيراني بدأ في إمداد حليفِه ميليشيا “حزبِ الله” بالطاقة عبرَ موانئ نظام الأسد، لكنَّ إسرائيل هاجمتْ على مدّة سنواتٍ قوافلَ الطاقة الإيرانية، إلا أنَّها وعدتْ مؤخّراً بوقفِ مثل هذه الهجمات شرطَ ألا تتحوي على شحناتِ أسلحة.
وأكّد التقرير أنَّه عندما تعلّق الأمرُ بالغاز الإسرائيلي بدأتْ الولايات المتحدة تتصرّفُ بحماس كبيرٍ لتقديم بديلٍ للحكومة اللبنانية يبعدُها عن الارتباط بالاحتلال الإيراني وميليشياته.
وكانت إمداداتُ الطاقة في لبنان تدهورت خلالَ العامين الماضيين، ما جعلَها تدخل في أزمةِ كهرباء كبيرة، ولا سيما في المدارس والهيئات الحكومية التي لم تعدْ تصلها سوى بضعِ ساعاتٍ في اليوم، في حين شكّلت السيارات طوابيرَ طويلة عند محطّات البنزين بانتظارِ إمدادها بالبنزين والديزل.
وقبل أيام منحتْ الولايات المتحدة الضوءَ الأخضر لمشروع إمداد لبنان بالغاز والكهرباء عبرَ سوريا مقابل حصصٍ لنظام الأسد، وذلك بعد أنْ أكّدت تقاريرُ إسرائيلية وغربية أنَّ الغاز ليس مصرياً كما أُشيعَ ولكنّه إسرائيلي المصدر.
قالت السفيرة الأمريكية في لبنان “دوروتي شيا”، إنّها سلّمت رئيسَ الوزراء اللبناني “نجيب ميقاتي” كتاباً خطيّاً من وزارة الخزانة الأمريكية يجيب على بعضِ الهواجس التي كانت لدى السلطات اللبنانيّة فيما يتعلّق باتفاقيات الطاقة الإقليمية، التي ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية في تسهيلها وتشجيعِها بين لبنان والأردن ومصر”.
وفي تأكيد على أنَّ تلك الاتفاقية لن تخضعَ للعقوبات بموجب قانون قيصر بسبب مرورِها بالأراضي السورية قالت السفيرة “لن يكونَ هناك أيُّ مخاوفَ من قانون العقوبات الأمريكي”.