الميليشياتُ في اللاذقيةِ تهدّدُ وتسيطرُ على مقرٍّ أمنيٍّ
عادت الاشتباكات في مدينة اللاذقية إلى الواجهة من جديد بين قوات نظام الأسد الأمنية من جهة وبين ميليشياته الأخرى التي شكّلها يوماً لقتل معارضيه منذ اندلاع الثورة السورية من جهةٍ أخرى، في ظلِّ مواصلة الأولى حملتها على من أسمتهم بـ “الفاسدين” رغمَ إبرامها هدنةً قبلَ أسبوع نصّت على بنود تخلّي مسؤولية بعض قادة الميليشيات من التّهم الموجّهة إليهم.
وتضمّ محافظة اللاذقية العددَ الأكبر من الميليشيات بنوعيها المحلّي والأجنبي إضافة لوجود مقرِّ قيادة قوات الاحتلال الروسي في قاعدة حميميم بريفها الجنوبي وهو ما جعل الصراع على النفوذ سائداً وبكثرةٍ نظراً لانقسام دعم تلك الميليشيات بين قوات الاحتلالين الإيراني والروسي.
ونقل موقع “أورينت نت” عن مصادر خاصة قولها، إنّ الميليشيات الطائفية وعلى رأسها ميليشيا “العرين” التي يقودها سليمان ابن هلال الأسد والقوات الأخرى التابعة له من فلول ميليشيا “صقور الصحراء” سيطرت على مبنى فرعي تابع لأمن المنطقة إضافة لسيطرتها على “كولبات” تابعة للشرطة والمخابرات العسكرية في أول (حي السجن) باللاذقية، بعد محاصرة عناصر تلك المقرّات وإجبارهم على الاستسلام تحت تهديد قصف المنطقة بالمدفعية الأمر الذي دفع العناصر للانسحاب مع سلاحهم الفردي تاركين خلفهم الدشم والسواتر التي أقاموها هناك”، ولفتت المصادر إلى أنّ العناصر المهاجمين بلغ عددهم أكثر من 100 عنصر ويستقلّون جميعهم سيارات بيك آب رباعية الدفع.
وأضافت المصادر “بعد انسحاب القوات من مواقعها حاولت قوة من الأمن العسكري إعادة الانتشار في المكان، إلا أنّها قوبلت بإطلاق نار كثيف في الهواء وممانعة من قبل الميليشيات التي عزّزت من تواجدها على الفور باستقدام تعزيزات إضافية لها إلى المكان ووضعها رشاشات متوسطة وثقيلة على الدشم والسواتر التي سيطرت عليها، لافتة إلى أنّ أسباب الهجوم جاءت متضاربة قبل أنْ يعلن أحد قياديي الميليشيا السبب الحقيقي خلف ذلك”.
وفقاً للمصادر فإنّ المسؤول عن الهجوم وقائدَ القوات المهاجمة كان المدعو “علي سوار الذهب” وهو أحد قادة ميليشيا “العرين” النافذين في اللاذقية وتربطه علاقات وثيقة مع قادتها من “آل الأسد” وعلى رأسهم “ابن هلال الأسد وأبو الحارث”، وقد وصف “سوار الذهب” الهجوم بأنّه ردٌّ على ما أسماه “مكرَ أمن نظام الأسد” وكذبَه واستمراره بملاحقته وبعض رفاقه من القادة في الساحل رغم إبرام التسوية بين الطرفين بوساطة من بعض الجهات النافذة في اللاذقية.
وبحسب المصادر فإنّ “سوار الذهب” كان فيما مضى من أبرز مهربي منطقة “جبال التركمان والأكراد” وعمل في التهريب لمدّة تجاوزت 13 سنة قبل أنّ ينضمّ للميليشيات الموالية لنظام الأسد مطلع 2012 ضمن مسمى “اللجان الشعبية” والتي سرعان ما أخذت شكلاً تنظيمياً يفصل كلّ ميليشيا عن الأخرى وقد قاتل تحت راية ميليشيا “صقور الصحراء” في حلب 2016 وقبلها في تدمر وريف حمص الشرقي ومناطق أخرى بريف حلب أيضاً قبل أنْ ينضمَّ لميليشيا “العرين” قبل عام ونصف من الآن ويصبح أبرز المقرّبين من “سليمان هلال الأسد”.
وكان نظام الأسد قد أعلن حلَّ ميليشيا “العرين” جزئياً في حزيران 2018، إلا أنّ الميليشيا عادت بنشاطها ونفوذها الكامل في ظلّ الأحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية خلال العام الجاري، لاسيما معارك الميليشيات ضد قوات الأسد وأفرعه الأمنية بسبب الصراع على النفوذ وانقسام دعم تلك الميليشيات بين الاحتلالين الروسي والإيراني هناك.