انتشارُ مرضِ الليشمانيا في ديرِ الزورِ ومخاوفِ من تحولّه إلى وباءٍ
تشهد بلدات وقرى دير الزور الواقعة تحت سيطرة قوات الأسد وميليشيا “قسد”، أزمة صحية متفاقمة بعد انتشار مرض “الليشمانيا” بشكلٍ كبيرٍ، دون أيِّ تدخّل من السلطات المعنية، لمنعها من التحوّل إلى وباء يجتاح المنطقة.
وقالت مصادر إعلامية محلية إنّ أكثر من سبعة آلاف إصابة بمرض “الليشمانيا” تمّ تسجيلُها في بلدات ريف دير الزور، في مناطق سيطرة “قسد” شرق نهر الفرات، كما يوجد العدد نفسه من المصابين على الطرف الآخر من النهر في مناطق سيطرة نظام الأسد، في حين يؤكّد الأهالي أنّ الأعداد أضعاف ذلك.
وأشارت المصادر إلى أنّ تردّي الواقع الصحي والخدمي في المنطقة، وقلّة المستشفيات والمراكز الطبية وشبه انعدام الدعم، وانتشار المقابر الجماعية، وتجاهل نظام الأسد و”قسد” لهذه الأزمة، يزيد من أعداد المصابين بالعشرات أسبوعياً.
وسُجّل أكثر من 150 إصابة جديدة في “الليشمانيا” في مدرسة واحدة من بلدة الصالحية، حيث يعتبر الأطفال وطلاب المدارس الأكثر عرضةً للإصابة.
وأوضح ناشطون أنّ المراكز الطبية والعيادات المتنقّلة تقدّم 250 إبرة فقط لكلِّ بلدة، وهو عدد قليل جداً أمام آلاف الإصابات، حيث تحتاج كلِّ حبّة ليشمانيا إلى 8 إبر شهرياً لعلاجها، وفي معظم الحالات يكون الشخص مصاباً بأكثر من حبّة ليشمانيا في جسده.
وحذّرت المصادر من أنّ تفاقم الحالة السيئة في ظلِّ انعدام الدعم اللازم لتدارك الوضع، قد يحوّل المرض إلى وباء يفتك بالمنطقة، وطالب ناشطون منظمة الصحة العالمية وسلطات المنطقة بالتدخّل العاجل، وتقديم الدعم اللازم وتدريب الكوادر البشرية لتقديم العلاج.
ولا يقتصر حلُّ الأزمة على تقديم العلاج المخصّص لليشمانيا، وإنّما تحتاج هذه البلدات إلى مشاريع خدمية تحسّن الواقع المعيشي والصحي، إذ تعتبر تجمعات مياه الصرف الصحي والمناطق الملوثة، فضلاً عن انتشار المقابر الجماعية جرّاء الحرب ضد تنظيم “داعش”، من أبرز مسبّبات المرض وعوامل انتشاره.
وسبّبت هذه المقابر الجماعية تحديداً في ريف مدينة البوكمال، مثل بلدات الباغوز وهجين والشعفة وذيبان والكشكية وأبو حمام وغرانيج، بازدياد أعداد الإصابات بشكلٍ كبيرٍ.