بالتزامنِ مع انهيارِ الليرةِ .. ارتفاعٌ جنونيٌ بالأسعارِ في الشمالِ المحرَّرِ وانعدامُ الحلولِ لدى الحكومتينِ
انهارتْ قيمةُ الليرة السورية في تداولات أمس السبت 6 حزيران، مع تذبذب كبير في أسعار الصرف، فقد وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 2500 ليرة في كلّ من دمشق وإدلب، و2450 ليرة في حلب.
ويأتي هذا الانخفاض في ظلّ شحّ السوق من معروض القطع الأجنبي، حيث شهدت الليرة السورية انهيارات متتالية في قيمتها، ليرتفعَ سعر الدولار 400 ليرة خلال أمس السبت فقط، بواقع ارتفاع 20% عن سعر يوم الخميس.
انهيار الليرة السورية ألقى بظلاله على الجانب المعيشي في الشمال السوري المحرّر, حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمحروقات والخبز بشكلٍ جنوني, مع عجزٍ تام من قِبل المعنيين عن تقديم أيِّ حلول اقتصادية من شأنِها التخفيف عن المدنيين.
وتأثّر المدنيونَ بشكلٍ عامٍ والنازحون بشكل خاص بارتفاع أسعار مادتي الخبز والمحروقات في المناطق المحرّرة, حيث تنخفض فرصُ العملِ بشكلٍ كبير بسبب موجات النزوح الضخمة التي شهدتها المنطقة والاكتظاظ السكاني في المناطق الحدودية والمخيمات، إضافة لإغلاق عشرات المعامل والأسواق.
ووصل سعر ربطة الخبز الواحدة التي تحوي ثمانية أرغفة وبوزن “750” غرام في محافظة إدلب، صباح أمس السبت، إلى 600 ليرة سورية, وهي في سعر غيرِ ثابت حيث ترتبط بشكل مباشر مع تسعير الطحين والمحروقات وسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
وارتفعت اليوم الأحد أسعار المحروقات أيضاً لتصلَ سعر أسطوانة الغاز إلى 18500 ليرة سورية، وليتر المازوت الواحد المستورد 1255، والمكرر بدائياً 1120، والبنزين المستورد 1155 ليرة سورية بحسب نشرة أسعار شركة وتد لاستيراد المحروقات الوحيدة في الشمال المحرّر.
ولا تقتصر الأزمة الراهنة على محافظة إدلب حيث تعاني منها مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، ضمن المناطق التي تنشط فيها الحكومة السورية المؤقّتة، حيث شهدت تصاعد صيحات المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للسكان وتزويد كافة الأفران بمادة الطحين المدعوم.
وشهدت منطقة درع الفرات لا سيّما مدينتي “الباب” و”جرابلس”، احتجاجات على ارتفاع سعر مادة الخبز التي تصل إلى 600 ليرة سورية، وعن طريق وبعض الأفران المدعومة على قلّتها تبيع المادة بسعر أقلّ.
ويظهر ذلك انعدام الحلول الجذرية من قِبل الحكومة السورية المؤقّتة وحكومة الإنقاذ مع غياب القرارات والإجراءات التي من شأنها التخفيف من شدّة الأزمة الراهنة التي تطال لقمة العيش لدى السكان ممن يعانون أساساً من التهجير والضائقة المعيشية.