بالرغمِ من الظروفِ الجويّةِ القاسيةِ.. أزمةُ المحروقاتِ والغازِ تزيدُ من معاناةِ سكانِ إدلبَ
تشهد مناطقُ إدلب وريفُ حلب الغربي اليوم الأربعاء 2 شباط, انقطاعاً شبهَ تامٍ لمواد التدفئة والغازِ المنزلي مع ارتفاعِ أسعارِها للضعف في حال توفّرِها.
وأفادت مصادرُ أهلية لشبكة المحرَّر, أنَّ مدينة إدلب وأريافَها بالإضافة لريف حلب الغربي تشهد إغلاقاً كاملاً لمحلات ومراكزِ بيع الغاز المنزلي بالتزامن مع ارتفاع موادِ التدفئة بشكلٍ جنوني في حالِ توفّرها.
وفي السياق قال محمد أبو عبدالله والذي يعمل في تجارةِ موادِ التدفئة في تصريحٍ لشبكة المحرَّر, أنَّ اسباب انقطاعَ مواد التدفئة وارتفاعَ أسعارِها يعود إلى الطلب المتزايد من قِبل المنظمات الإنسانية على شراءِ موادِ التدفئة بأسعار مرتفعةٍ لتوزيعها على مخيّماتِ النازحين شمالَ سوريا, مما دفعَ التجار إلى الامتناعِ عن بيعها بسعر المفرّقِ وبيعِها بأسعار مرتفعةٍ للمنظمات العاملة في إدلب.
وأضاف أبو عبدالله, أنَّ أسعار مواد التدفئة ارتفعتْ بشكلٍ جنوني حيث بلغ سعرُ طن الحطب 200 دولارٍ أمريكي فيما كان يباعُ بسعر 125 دولار كما ارتفع سعرُ طن قشر الفستق من 160 دولار إلى 260 دولار للطن الواحد وارتفاع سعر طن الفحم الحجري من 100 دولار إلى 160 دولار.
وأشار ابو عبدالله, أنَّ الضرائبَ المفروضة على موادِ التدفئة المستوردة من تركيا عن طريق معبرِ باب الهوى ساهمت أيضاً بشكل ملحوظ بارتفاع اسعار المواد.
وفي الصدد قال عبدُ الكريم يوسف والذي يعمل في بيعِ مادتي الحطب والبيرين, أنَّ من أسباب ارتفاع أسعار المادتين يعود إلى منعِ الدوريات التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ من السماح باقتطاع مادةِ الحطبِ من الأحراش الجبلية في مناطق غربِ إدلبَ وفرضِ غراماتٍ مالية على العاملين في مجال التحطيب.
وأضاف اليوسف, أنَّ إدارة المعابر تفرض رسوماً مرتفعة على إدخال مادتي الحطب والبيرين من ريف حلبَ الشمالي حيث تصلُ ضريبةُ الطن الواحد إلى 36 دولاراً عبر معبر الغزاوية مما أدّى إلى شحّ تلك المواد في مناطق إدلب مع زيادةِ الطلب عليها.
وعلمتْ شبكةُ المحرّر من مصادر خاصة, أنَّ أسباب فقدان مادة الغاز المنزلي في مناطق إدلب يعود إلى الطلبِ المتزايد عليها في وقتٍ تحتكرُ فيه شركةُ “وتد” العاملةُ في إدلب باستيراد المادة وبيعِها عبرَ مندوبيها في المنطقة.
وأضافت المصادر, أنَّ شركة “وتد” تبرّر انقطاعَ مادة الغاز بسبب ارتفاعِ سعرها في تركيا مع انقطاعِ دخولها من المصدر.
وكانت وسائلُ إعلامية, تحدّثت عن اتفاقٍ جديد بين ميليشيات “قسدٍ” من جهة وبين هيئة تحرير الشام من جهة أخرى بهدف توريدِ المحروقات والغاز المنزلي إلى مناطقِ إدلبَ واحتكارِها عبرَ شركة “وتد”.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية, فإنَّ ممثّلين عن “قسد” التقوا قبلَ أيام مع رئيس شركةِ وتدٍ التابعةِ للهيئة، في معبر أمّ جلود غربَ مدينة منبج، واتفقا على تزويد ميليشيات “قسد” لمناطق ريفِ حلب وإدلب بالمواد النفطية (ديزل وبنزين وغاز البوتان) بـ 600 طنٍّ يومياً مقابلَ حوالي 120 ألفَ دولارٍ أمريكي في حين سوف تباع تلك المواد بالسوق المحلي بعدّة أضعافٍ”.
وأشارت أنَّ الاتفاقَ سيدخل حيّزَ التنفيذ في 10 شباط الجاري حيث بدأت شركةُ وتد بتجهيز خزّاناتٍ كبيرةِ الحجم للمواد النفطية بالقرب من مدينة سرمدا لتخزين البترولِ قبلَ إخضاعه للمعالجة في مصاف تابعة للشركة ومن ثم بيعِه للسكان وفصائل المعارضة”.
ويعاني سكانُ المناطق المحرّرةِ في إدلب وريفِ حلب الغربي أزمةً إنسانية كبيرة مع ارتفاع نسبةِ البطالة في المنطقة والفقرِ والأجور القليلة بالإضافة الى ارتفاعِ أسعار المواد الغذائية والأساسية والمحروقات في ظلِّ ظروفٍ جويّة قاسيةٍ.
(فريق التحرير)