بعدَ الحكمِ على “أنورِ رسلان” ألمانيا تبدأ محاكمةَ طبيبٍ سوريٍّ متّهمٍ بارتكابِ جرائمَ ضدَّ الإنسانيّةِ
أعلنت محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا في ألمانيا أنَّها ستبدأ اعتباراً من يومِ الأربعاء المقبلِ محاكمةَ الطبيبِ السوري “علاء موسى” المتّهمِ بارتكاب أعمال تعذيبٍ وتصفيةٍ بحقِّ مُصابين معتقلين من قِبل أجهزة نظام الأسد الأمنيّة داخلَ المشافي العسكرية والمدنيّة.
ووفقاً لموقع “tag 24” الألماني، فيتعيّن على المتّهم اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل، الردُّ على استجواب مجلسِ شيوخ حماية الدولة التابعِ للمحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت، حيث يواجهُ تُهماً تتعلّقُ بارتكاب جرائمَ ضدَّ الإنسانية في سوريا.
ويتّهم مكتبُ المدعي العام الاتحادي الألماني “علاءَ موسى” البالغَ من العمر 36 عاماً، بتعذيب سجناءَ في مستشفى عسكري وفي سجنٍ تابعٍ للمخابرات العسكرية في مدينة حمصَ بين عامي 2011 و2012، بالإضافة لتهمةِ القتلِ العمدِ بحقنةٍ طبيّة، وإلحاقِ أضرارٍ جسدية ونفسية خطيرةٍ بالمعتقلين المعارضين.
وقال مكتبُ المدّعي العام الفيدرالي في مدينة كارلسروه الألمانية، في بيانٍ، إنَّ علاء موسى الذي قدِم إلى ألمانيا عام 2015، ومارس الطبَّ قبل اعتقاله العام الماضي متهمٌ بـ 18 تهمةَ تعذيبِ أشخاصٍ في مستشفيات عسكرية في مدينتي حمص ودمشق. إضافةً إلى اتهامات بمحاولة موسى جعلَ أشخاصٍ عقيمين.
وقال البيانُ إنَّ لائحة الاتهام وَجّهت إليه تهمةَ القتلِ العمد، وإلحاق الأذى الجسدي الشديد، ومحاولة الأذى الجسدي وإيذاء جسدي خطير.
ويُتّهم أيضاً، بسكب الكحول على أعضاءٍ تناسليةٍ لمراهق ورجلٍ آخر وإشعال النار فيهما بولاعة سجائر في المستشفى العسكري رقم 608 في حمص، كما أنَّه متّهم بتعذيب تسعةِ أشخاص آخرين في نفس المستشفى عام 2011 بركلِهم وضربِهم، كما استخدم معدّات طبيّة أثناءَ تعذيبِهم.
وتسبّب المتّهمُ أيضاً بمقتلِ معتقلٍ مُصابٍ بالصرع، وذلك بإعطائه كبسولةَ دواء، وحقنِه مريضاً آخر بدواء وضربه، متسبّباً بمقتله.
وكانت السلطاتُ الألمانيّة أوقفتْ الطبيب “علاء موسى” في الـ19 من حزيران عام 2020، للاشتباه بتورّطِه في عمليات تعذيبٍ وجرائمَ ضدَّ الإنسانية ارتكبها في سوريا بحقِّ معتقلينَ في سجونِ نظام الأسد.
وكان المتّهمُ سافرَ من سوريا إلى ألمانيا، وزاولَ مهنةَ الطبّ فيها قبلَ أنْ يتمَّ الكشفُ عن تعامله مع أجهزة نظام الأسد الأمنيّة والاشتباه بارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية وتمَّ توقيفُه تمهيداً لمحاكمته.
يُذكر أنَّ محكمةَ كوبلنز الألمانية قضتْ، يوم الخميس الماضي، بالحكم على الضابط المنشّقِ عن استخبارات نظام الأسد “أنور رسلان”، بالسجن المؤبّدِ، في المحاكمة التي تُعدّ سابقة عالمية في المحاسبة على جرائم التعذيب وانتهاكاتِ حقوق الإنسان في سوريا.
ووفقاً لتقريرٍ صدر العامَ الماضي عن منظمة حقوق الإنسان، فإنَّ المحاكم الألمانية تنظر حالياً في أكثرَ من 12 قضية تتعلّق بجرائم ارتكبت في سوريا.