بُعيدَ 11 عاماً على انطلاقِ الثورةِ.. هل وصلَ الحلُّ السياسيُّ في سوريا لطريقٍ مسدودٍ؟
قال عبدُ المجيد بركات، أمينُ سرِّ الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، إنَّه “في ظلِّ غيابِ إرادةٍ دولية حقيقية دافعة وداعمة باتجاه إيجاد حلٍّ سياسي، وأيضاً في ظلِّ تعنّتِ نظامِ الأسد وداعميه ومماطلتهم، لا يمكن أنْ نتحدّث عن أفقٍ للحلِّ السياسي”.
وأضاف “بركات” في حديثٍ لوكالة “الأناضول” التركية للأنباء: “بعد 11 عاماً ما زلنا نعيش إدارةَ الأزمة وليس حلَّها، هناك كثيرٌ من المساومات على المستوى الإقليمي، وأصبحت جزءاً من الملفِّ السوري، وأيضاً هناك بيئة دولية ما زالت تنظر إلى الملفِّ السوري على أنَّه أزمة، لذلك لن نكونَ متشائمين”.
وأكّد أنَّه إلى الآن لا يوجد أفقٌ حقيقي، ولا توجد أدواتُ حلٍّ حقيقية، سواءٌ على المستوى السوري، أو على المستوى الدولي.
من جانبه قال محمد سرميني، مديرُ مركز جسور للدراسات، “إنّ الحديثَ عن أفق الحلِّ السياسي في سوريا بعدَ مرور 11 عاماً على انطلاق الثورة، يرتبط بأداءِ الفاعلين المحليين والدوليين، فالنظامُ بدعمٍ من حلفائه لم يكن منذ إطلاقِ العملية السياسية في جنيفَ عام 2012 مقتنعاً بها كوسيلةٍ للحلِّ”.
وأضاف أنَّ المعارضة السورية “لم تمتلك يوماً خطّةً بديلةً للتعامل مع سياسة النظام في هدرِ الوقت، وما ترتّب عليها من تغيّر جوهري في خارطة السيطرة والنفوذ، وبالتالي الموقفِ من العملية السياسية مقارنةً مع فارقِ القوّة”.
ولا يرى سرميني، “بوادرَ لحلّ قريب طالما يتمُّ استخدامُ العملية السياسية كإحدى أدوات استراتيجية الحربِ، لا السلامِ، من النظام وحلفائه، وطالما أنّ الرؤية لسيرِها ونتائجها مستقبلاً ما تزال غائبةً لدى المعارضة مع عدم اهتمام حلفائها بممارسة ضغوطٍ كبيرة تقود إلى اختراقاتٍ ملموسةٍ نحو الحلّ”.
وختمَ بالقول: “الحلُّ السياسي في سوريا لم يصل إلى طريقٍ مسدودٍ طالما أنّ الدولَ الفاعلة ما تزال حريصةً على الحفاظ على التهدئة، وبالتالي عدم استخدامِ الخيار العسكري وتركِ المجال أمام الدبلوماسية”.