تقريرٌ أمريكيٌّ يكشفُ طُرقَ تهريبِ الكبتاغون من سوريا
كشفت صحيفةُ “وول ستريت جورنال” الأمريكية طُرقَ تهريبِ الكبتاغون من سوريا إلى الأردن، مشيرةً إلى أنَّ المهرّبين يستخدمون جميعَ الطرقِ والوسائل بهدف إنجاح عملياتِهم، بما فيها استخدامُ الحمام الزاجل، أو عبر الحدود، أو المعابر الرسمية.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ إنَّ تجارةَ المخدّراتِ تدعم رأس نظام الأسد، “الذي أصبح نظامُه أحدَ أكبرِ عصاباتِ المخدّرات في العالم، ما يساعده في تعويض سنواتٍ من العقوبات الاقتصادية الغربية”.
وأضاف التقرير أنَّ أموال التهريب تستقرُّ في جيوب الميليشيات المسلّحةِ المدعومة من إيران، بما في ذلك ميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
وكشفت الصحيفةُ الأمريكية أنَّ المهربين يعتمدون على كلِّ الوسائل الممكنةِ لتهريب المخدّرات عبرَ الأراضي الأردنية، حيث اضطّروا في بعض الأحيانِ لاستخدام الحمامِ الزاجل.
وقالت، “يستخدم المهربون الحمامَ الزاجل الذي تمَّ تدريبُه على حملِ ما يصل إلى 2.5 أونصة من الميثامفيتامين الكريستالي”، مبيّنةً أنَّ عملاءَ الاستخبارات الأردنية عرضوا على الصحيفة صوراً لطائر تمَّ أسرُه وهو في طريقه من سوريا إلى الأردن، مع كيسٍ صغيرٍ من المسحوق الأبيض، مربوطاً خلفَ كلٍّ من ساقيه.
كما عرض عناصرُ من الاستخبارات الأردنية في قاعدة عسكريّةٍ على الصحيفة لقطاتِ مراقبةٍ وصفتها بأنَّها “غيرُ واضحة تظهر ثلاثةَ أشخاصٍ داخل قاعدةٍ عسكرية تابعةٍ لنظام الأسد، وهم يطلقون طائرةً بدون طيّار يعتقد المسؤولون أنَّها تحمل مخدّراتٍ باتجاه الحدود الأردنية”.
كذلك أظهرت مقاطعُ فيديو قدّمتها منظمةٌ سورية مستقلّةٌ طائرةً بدون طيّار تحمل مخدّرات من جنوب سوريا باتجاه الحدودِ الأردنية، ومهرّبين يحملون أكياساً من الكبتاغون على ظهورهم، برفقة رجالٍ يرتدون ملابسَ عسكرية، ويفترض أنَّهم عناصرُ بقوات الأسد.
وفي مقطع فيديو آخرَ التقطته كاميرات المراقبة، كان الأطفالُ يسيرون برفقة الحمير ليلاً لإلقاء المخدّراتِ على ضفة نهر اليرموك الذي يفصل بين البلدين لالتقاطِها في وقتٍ لاحقٍ.
وفي مقطع فيديو ثالث، سار صفٌّ من المهرّبين المفترضين وهم يحملون حقائبَ الظهر أمام موقعٍ عسكري بقوات الأسد متقدّم، دون أيّ تدخّلٍ من الجنود على مرمى حجر.
وبحسب الصحيفة، فقد اتّهم مسؤولون أميركيون وأوروبيون وعربٌ الفرقةَ الرابعة التابعةَ لنظام الأسد، والتي يقودُها شقيقُ رأس النظام، ماهرُ الأسد بالإشراف على معظم إنتاجِ وتوزيع الكبتاغون.
وأوضحت أنَّه مع إعادة نظامِ الأسد فرضَ قبضته على البلاد، استولى على منشآت وطوّر إنتاجِ المخدّرات، وقد كثّف الإنتاج على مدى العقد الماضي، في محاولة يائسةٍ للحصول على المال وسطَ حربٍ أهلية وعقوباتٍ دوليّة.
ووِفق مسؤولٌ أمني أردني، فإنَّ ميليشيا “حزب الله” تساعد نظامَ الأسد في تسهيل الاتجارِ في المناطق الخاضعةِ لسيطرته، وتؤمّنُ منازلَ تجّارِ المخدرات في جنوبي سوريا.
وقال مسؤولون أردنيون للصحيفة إنَّ تعاونَ نظامِ الأسد الأولي مع الأردن كان في معظمِه من أجل الاستعراض.
وتحدّثت كارولين روز، الخبيرةُ في تجارة الكبتاغون في معهد نيو لاينز، في التقرير بأنَّ “نظامَ الأسد يخلق مثالاً للدول التي تعاني من العقوبات وتسعى إلى تحقيقِ مكاسبَ ماليّةٍ كبيرةٍ”.