تقريرٌ يكشفُ كيفَ تموّلُ ميليشيا “حزبِ اللهِ” حروبَها من تجارةِ المخدّراتِ في غربي أفريقيا
كشف تقريرٌ لمجلة أوروبيّة كيف تتضاعف تجارةُ المخدّرات وتولّد مبالغَ فلكية في كلّ أرجاء العالم لا سيما في دولة ساحلِ العاج “كوت ديفوار” التي باتتْ تعتبر أحدَ أبرز منابعِ التمويل لميليشيا “حزب الله” اللبناني عبرَ تهريب الكوكايين.
جاء ذلك في لقاءٍ سرّيٍّ أجرته مجلة “MO” البلجيكية، مع شخصٍ مطّلعٍ من الجالية اللبنانيةِ في مدينة أبيدجان حول تجارةِ المخدّرات في الدولة الأفريقية (ساحل العاج)، كشفَ خلاله عن الدور البارز الذي تلعبُه ميليشيا “حزبِ الله” في تلك التجارة لاستخدمِ عائداتها لتمويل حروبِه.
ويروي المصدرُ المطّلعُ بالتفصيل كيف أنَّ عمليةَ نقلِ الأموال وغسيلِ الأموال في ساحل العاج يحتكرها بشكل أساسي المجتمعُ اللبناني خصوصاً ميليشيا “حزب الله”.
ويتحدّث الرجلُ اللبناني عن ثلاثة أشخاصٍ في أبيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج ينفّذونَ هذه العمليات “لديهم 10 موظفين ويطلبون دفعَ 5 بالمئة ويتمُّ استثمارُ 5 بالمئة في محال السوبر ماركت والمطاعم والأراضي الكبيرة الخالية وتشييدُ المباني الجديدة”، موضّحاً أنَّه تمَّ بناءُ معظم المباني السكنية بهذه الأموال، وقبلَ عشرِ سنواتٍ لم يكن هناك شيء في ذلك المكان، والآن هناك ناطحاتُ سحابٍ.
ويتحدّث المصدرُ أيضاً عن نظامِ غسيل الأموال والذي يسمّى في عالم الجريمة الدولية “المغسلةَ”، قائلاً، “من المفترض أنَّ الشققَ مؤجّرة، لكنَّ السكان الرسميين هم في الغالبِ من الأطفال، دون سن 18 عاماً، كلُّ شهرٍ يتمُّ وضعُ ما يعادل الإيجار في البنك، وبالتالي يتمُّ إدخالُ أموالِ الجريمة في النظام الاقتصادي الرسمي”.
مشيراً إلى أنَّه يجبُ إرسال جزءٍ من الأموال إلى لبنان، للأشخاص الذين ينظّمون نقلَ الأموال، ذلك من خلال الشباب اللبنانيين الفقراءِ والعاطلينَ عن العمل، وذلك عبرَ الطلب منهم السفرَ إلى لبنان ويعطونهم حقيبةَ سفرٍ لا يُسمح لهم بمعرفة ما بداخلها و يمنحونهم 20 ألفَ دولارٍ مقابلَ ذلك، كما تحصلُ أسرتُهم على 100 ألفِ دولار، ثم يتمُ إبلاغُ سلطاتِ المطار عن الرجال الذين سيسمحونَ لهم بالمرور.
وأوضح المصدرُ أنَّ ميليشيا “حزب الله” لا تهتمُّ فقط بعمليات الاتجار بالمخدّرات وغسيلِ الأموال لحسابها الخاص، ولكنها تقدّم بنفس الطريقة المساعدةَ لمختلف عصابات المافيا التي تنشطُ في ساحل العاج.
مبيّناً أنَّ “هناك 20 شركةً لبنانيّة كبيرة تسجّل أموالَ الجريمةِ في حساباتها لخدمة حزبِ الله، يتمُّ غسلُ الأموال السوداء في الربح ثم تحويلُها لحزب الله على سبيل التبرّعِ”، حسبما يقول الرجلُ اللبناني.
وعن سبب إفصاحِ الرجل اللبناني عن تلك المعلومات يقول، “إذا كنتَ لست عضواً بحزب الله لن تحصلَ على وظيفة، يتمُّ التمييزُ ضدَّك، أنا شيعي لكن لستَ عضواً، إذاً أنا غيرُ موجود.. إنّهم يصلون ثم يكسبون الملايين من تجارة المخدّرات!”، مضيفاً “هذا هو انتقامي منهم”.
وكشف تقريرٌ نشرته جامعةُ “بار إيلان” الصيف الماضي في تلّ أبيب عن معاملات شركةِ الاستيراد والتصدير “Global Trading Group”، كانت تلك الشركة مملوكةً لرجل الأعمال اللبناني ناصر عباس باحمد الذي شغل أيضاً منصباً رفيعاً بحزب الله.
ونقلت شركة “جي تي جي جلوبال” أطناناً من الكوكايين المقنّع بصورة “فحم” لسنواتٍ من المثلث الحدودي بين البرازيل وباراغواي والأرجنتين إلى غربي أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وتمتلك الشركةُ مكتبين أفريقيين أحدُهما في أبيدجان.
ويقول الإنتربول منذ عام 2009 إنَّ تهريب المخدّرات عبرَ غربي أفريقيا يمثّل جزءاً كبيراً من عائدات ميليشيا “حزب الله”.
ويقول الرجلُ اللبناني والعديدُ من سكان أبيدجان إنَّ “المنطقة 4” هي المكان الذي يتمُّ فيه غسلُ الأموال على نطاقٍ واسعٍ من خلال بناءِ المباني السكنية، والتي تزداد يوماً بعد يوم.
وتظهر الاستقصاءاتُ أيضاً أنَّ هناك روابطَ بين حزب الله و”المسجد الذهبي” الموجودِ عند بوابة ماركوري، وتمَّ تصنيفُ الإمام السابق للمسجد الشيخ عبد المنعم القبيسي على أنَّه من أنصار حزب الله من قبل واشنطن عام 2009 وطردته السلطاتُ الإيفوارية من البلاد.
وكشف التقريرُ أنَّه تمَّ بناءُ المسجد من قِبل جمعية الثقافة الإيفوارية اللبنانية “غدير”، ثم أسندتْ مشاريعَ البناءِ الخاصة بها إلى شركة “Arch Consulting”، وهي شركةُ إنشاءات لبنانية لها أعمالٌ في أبيدجان وتمَّ إدراجُها على قائمة العقوبات الأميركية العامَ الماضي لدعمِها ميليشيا “حزب الله”.
بالإضافة إلى مسجدٍ وشبكةِ مدارس، تدير “غدير” أيضاً مجموعةَ “كشّافة” التي يحمل الز…