حقوقيونَ يفنّدونَ روايةَ “سوريا آمنةٌ”

أكّد المبعوث الفرنسي إلى سوريا، جان فرنسوا غيوم أنَّ شروطَ عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم لم تتحقّق بعدُ، موضّحاً أنَّ اللاجئين السوريين لم يغادروا لبنانَ خلال الأسابيع الماضية برغبتهم وإنَّما فراراً من الحرب، ما يعني أنَّ العودةَ في ظلِّ هذه الظروف ليست طوعيّةً.

وأوضح المبعوث الفرنسي خلال ندوةٍ افتراضيةٍ بإدارة “المركز السوري للعدالة والمساءلة” أنَّ فرنسا ستواصل دعمَ اللاجئين وتزيدُ تمويلَها لمناطق التعافي في سوريا، شريطةَ أنْ تخضعَ تلك الجهود لرقابة صارمةٍ تضمن سلامةَ وحقوق العائدين، وِفقَ موقع “عنب بلدي”.

من جهته عبّرَ المديرُ التنفيذي لـ”المركز السوري للعدالة والمساءلة”، محمدُ العبد الله، عن قلقِه حول إرسال قبرص والتشيك بعثّةَ تقصّي حقائقَ بهدف إقامةِ مناطقَ آمنةٍ في سوريا، مؤكّداً على أنَّ انحسار وتيرة العنف لا يعني انتهاءَ الحرب في سوريا.

وأشار العبدالله إلى سلسلةٍ من الضربات الجوية على الكثير من البلدات والقرى شمالَ غربِ سوريا، حيث سُجّلَ أكثرُ من 30 غارةً شنّتها روسيا ونظام الأسد وتسبّبت بقتل مدنيين.

كما ذكر الحقوقي السوري أنَّ الحياةَ معدومةٌ في بعض المناطق في سوريا، ومنها ريفُ دمشق وحلب والرقة، بالإشارة إلى الفرص الاقتصادية القليلةِ في تلك المناطقِ.

ووصف مقترحَ بعضِ إدارات الهجرة والجوازات في أوروبا بشأن العودةِ إلى أجزاءٍ من سوريا بالمقترح “الغبي”، وأنَّ شخصاً من مدينة حمص لا يمكن أنْ يعودَ إلى محافظة طرطوس بحجّةِ أنَّها آمنة.

بدورها، أكّدت هبّة زيادين، الباحثةُ في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، على أنَّ سوريا لا تزال غيرَ آمنةٍ لعودة اللاجئين، حيث تستمرُّ الانتهاكات من قِبل نظام الأسد والميليشياتِ التابعة له. 

وتؤكّد العديدُ من المنظمات الدولية، بما في ذلك “هيومن رايتس ووتش” والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، أنَّ سوريا لا تزال غيرَ آمنةٍ لعودة اللاجئين، وتدعو الدولَ إلى الامتناع عن إعادة اللاجئين قسراً.

وكانت الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان” قد أصدرت تقريراً في 29 من تشرين الأول، وثّقت فيه اعتقالَ ما لا يقلُّ عن 26 سورياً عائداً من لبنان، بينهم امرأةٌ على يد قواتِ الأسد عبرَ المنافذ الحدودية البريّة، وقالت إنَّ أحدَ المعتقلين تُوفي تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التي يديرها نظامُ الأسد خلال الفترة الممتدة بين 23 من أيلول و25 من تشرين الأول الماضي.

كما وثّقت منظّمةُ “هيومن رايتس ووتش” في تقريرٍ أصدرتْه في 30 من تشرين الأول، اعتقالَ أربعةِ أشخاصٍ عائدين من لبنان عقبَ بدءِ التصعيد الإسرائيلي نهاية أيلول الماضي، موضّحةً أنَّ حالتي اعتقال وقعتْ عند معبر “الدبوسية” الحدودي بين شمال لبنان وحمص، بينما اعتُقل شخصان عند حاجزٍ لقوات الأسد بين حلبَ وإدلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى