روسيا لن نشاركَ حلفَ “الناتو” مراقبةَ المنطقةِ الآمنةِ في (سوريا)
أعلنت وزارة الخارجية الروسية رفضها مشاركة حلف شمال الأطلسي الناتو بعملية مراقبة “المنطقة الآمنة” المتّفق عليها شمال شرقي سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في تصريحات خلال لقائه وزيرة الخارجية النرويجية، إينه إريكسن سوريدي، اليوم الجمعة 25 من تشرين الأول، إنّ بلاده ترفض فكرة مشاركة “الناتو” في الرقابة على المنطقة الآمنة شمال سوريا.
وأضاف لافروف، أنّ “فكرة الرقابة الدولية في شمال شرقي سوريا، وإذا كان الحديث يدور على رقابة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فإنّ الفكرة لن تجلبَ أيّ خير”، بحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.
واضاف لافروف إنّ “أول من قام بطرح هذه المسألة هو وزير الدفاع الألماني، إلا أنّ الفكرة انتقدها على الفور من أطراف أخرى من الحكومة الألمانية نفسها. ثم بدأ ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، في إصدار تصريحات غريبة بأنّ بعض أعضاء الحلف يدعمون هذه الفكرة، والبعض الآخر لا يدعمها حقًا، ولكن إذا كان الأمر يتعلّق بحقيقة أنّ الناتو يريد أنّ يأخذ هذه المهمة على عاتقه، فإنّ هذه الفكرة بالطبع لا تحمل أيَّ شيء جيد في حدِّ ذاتها”.
وتوصّلت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق إقامة “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا، في 7 من آب الماضي، وبعد ذلك، أطلقت تركيا عملية عسكرية تحت اسم “نبع السلام”، في 9 من تشرين الأول الحالي، في مسعى لإبعاد خطر ميليشيا (قسد) عن حدودها إذ تصنّفها تركيا بأنّها فصائل “إرهابية” وتهدّد أمنها القومي.
وأبرمت روسيا اتفاقًا مع تركيا الثلاثاء الماضي، لنشر نقاط مراقبة من الطرفين على الحدود السورية- التركية، ولإفساح المجال أمام الميليشيات الانفصالية بالانسحاب من المنطقة المتّفق عليها.
وتمتد “المنطقة الآمنة” على الحدود السورية- التركية، بطول 444 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 32 و35 كيلومترًا، بهدف إعادة نحو مليوني لاجئ سوري إليها، بحسب الرؤية التركية.
وبرّر “الناتو” العملية العسكرية التركية في سوريا، وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماعه بأعضاء الحلف أمس الخميس، “هناك خلافات جوهرية. هي معروفة والنقاش كان صريحا ومفتوحاً”، معتبرًا أنّ هناك “قلق مشروع” لدى حليفه التركي بشأن أمنه الحدودي لتبرير العملية في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس“.
وتثير التحالفات المتزايدة بين موسكو وأنقرة قلق أعضاء حلف شمال الأطلسي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما عبّر عنه وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر” بأنّ بلاده “قلقة من رؤية حليف جيد يتّجه إلى فلك روسيا بدلًا من أنْ يكونَ في فلك حلف شمال الأطلسي”، بحسب الوكالة الفرنسية.