“ستالينغراد سوريا” … مزرعةُ حشيشٍ لميليشيا حزبِ اللهِ
حولت ميليشيا “حزب الله” اللبنانية أجزاء من الأراضي الزراعية في قرى المصرية والحوز وربلة وعرجون والنزارية وجوسية والموح بريف مدينة القصير غرب حمص، الى أراضٍ لزراعة الحشيش. ويشرف على الزراعة مسؤولان أمنيان في الميليشيا يعرفان في المنطقة بالحاج “نور”، وآخر يدعى “عماد”. بحسب صحيفة المدن اللبنانية.
عدد كبير من أهالي هذه القرى غادر المنطقة عام 2012، باتجاه مناطق متفرّقة في حمص والأراضي اللبنانية، ومنهم من بقي كمتطوّع في صفوف ميليشيا الحزب، حيث تمنع الميليشيا المدنيين الذين غادروا القرى من العودة إليها، بالرغم من أنّهم غير ملاحقين أمنياً.
وأضافت “المدن” أنّ المساحات المزروعة بالحشيش يعمل فيها أبناء القرى الذين لم يغادروها، إضافة إلى أبناء القرى المجاورة من الجانب السوري واللبناني، ويتلقون أجوراً يومية متفاوتة، أعلاها يصل إلى 20 دولار أميركي يومياً. وتمنع ميليشيا “حزب الله” العاملين ضمن هذه المساحات من اصطحاب هواتفهم المحمولة معهم أثناء تواجدهم في هذه الأراضي، ويتعرّض للتحقيق كلّ من يخالف التعليمات.
وبحسب “المدن”، فإنّ ميليشيا “حزب الله” تحتفظ بالمحصول لمدّة قصيرة ضمن أماكن للتخزين استحدثتها في منطقة معروفة بين المدنيين باسم “بين السكتين”. ولا يتواجد في هذه المنطقة إلا عناصر الحزب اللبنانيين، ويمنع المتطوعون السوريون من الدخول إليها، ومن ثم تقوم بنقل المحصول عبر طرق خاصة باتجاه القصر والحوش والهرمل في لبنان، حيث يتمّ تجفيفه وفرزه، ومن ثم تعاد كميات منه للبيع في مناطق سيطرة نظام الأسد.
ونفت مصادر خاصة لـ”المدن” ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية عن دخول إدارة مكافحة المخدرات إلى مناطق زراعة الحشيش في القصير، وتورّطها في عمليات زراعتها، إذ لا تجرؤ أيّ جهة أمنية سورية على الدخول إلى هذه المناطق تجنّباً لوقوع مشاكل مع ميليشيا “حزب الله”، التي تُحكِم قبضتها على هذه المناطق بشكلٍ كبير جداً.
وأشارت “المدن” إلى أنٍ مفارز الأمن العسكري التابعة لنظام الأسد الموجودة بكثافة في محيط المناطق التي يزرعها الحزب شكلية، حيث لا يجرؤ عناصرها على إيقاف أيّ شخص مرتبط بالميليشيا هنالك.
وأكدت “المدن”، أنّ ميليشيا “حزب الله” لم تستخدمْ أيّ أراضِ ضمن مناطق القلمون وريف دمشق لزراعة الحشيش، ولعل أبرز ما منعها من ذلك هو طبيعة الأراضي ونوعية التربة، إضافة الى انّ المدنيين مصّرون على البقاء في أراضيهم ومزارعهم الخاصة رغمَ التعقيدات الأمنية ومحاولات الميليشيا المتكرّرة لإبعادهم عنها، من خلال تعمّد افتعال الحرائق فيها بشكل متكرّر كما حصل في سهل الزبداني منذ أسابيع، وعدم تسليم خرائط الألغام التي زرعتها ميليشيا الحزب في تلك المناطق خلال المعارك التي خاضها ضد فصائل الثورة السورية.
وفقاً للمدن تستخدم ميليشيا “حزب الله” نقاطها العسكرية لتسهيل عملية إنتاج الحشيش لبيعه، وعادة ما تمرّ الصفقات الكبرى باتجاه المحافظات الأخرى والحدود الدولية، تحديداً مع “الأردن”، عبر تلك النقاط. ويشرف قادة الميليشيا بأنفسهم على نقل الكميات الكبيرة، لتجنّب إيقافها من قبل إدارة مكافحة المخدٍرات في نظام الأسد والحواجز العسكرية المتعاونة معها.
وأكّدت “المدن” أنّ إدارة مكافحة المخدرات في نظام الأسد بشكلِ شبه يومي توقع أفراداً محسوبين على ميليشيا “حزب الله”، والميليشيات الأخرى المتعاونة معها، لكنها ما تلبث أنْ تُفرجَ عنهم لاحقاً نتيجة ضغوط يمارسها الحزب، أو قادة أولئك العناصر في المنطقة.