صحيفةٌ أوروبيّةٌ: الأسدُ منكبٌّ على إمبراطوريةِ المخدّراتِ وغيرُ آبهٍ بحربِ غزّةَ
ذكر مقال في صحيفة “لوتان” السويسرية أنَّ رأس نظام الأسد ملتزمٌ الصمتَ تجاه حربِ إسرائيل في غزّة، ولم تصدر منه أيُّ ردّة فعلٍ حول الغاراتِ الإسرائيلية المنتظمة على أراضيه، “وهو منكبٌّ بدلاً من ذلك على حماية إمبراطوريته الاقتصادية القائمة على المخدّراتِ والتركيز على شؤونه الخاصة وإحكام قبضتِه على دائرته الداخلية، متجاهلاً بذلك العالمَ العربي والغربي على حدِّ سواء”.
وقالت الكاتبة هالة قضماني في مقالها إنَّ نظامَ الأسد رغمَ أنّه يعتبر نفسه جزءاً رئيسيٍاً من “محور المقاومة”، فإنّه لم يتّخذ أيَّ إجراءاتٍ ضدَّ غاراتِ إسرائيلَ المستمرّةِ طوالَ الشهور الماضية ضدَّ الميليشياتِ المواليةِ لإيران على الأراضي السورية، واكتفى بالتعبير عن “تضامنه مع الشعب الإيراني” عقبَ اغتيالِ رئيسِ المكتبِ السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيلَ هنيّة في طهران في 31 تموز.
ولفتت الكاتبةُ إلى أنَّ رأس نظام الأسد يفضّل التركيزَ على شؤونه الاقتصادية وإدارةَ إمبراطوريةِ الكبتاغون أكثرَ من إدارة البلادِ والتعاملِ مع الانتهاكات الإسرائيلية لأراضيه.
وأوضحت أنَّ رأسَ النظام لا يولي اهتماماً لإدارة علاقاتِه بالدول في المنطقة، وبينما “يطأطئ رأسه” خاضعاً أمام حليفيه الرئيسيين إيران وروسيا، وأنَّه يهمّش علاقاتِه بالدول العربية، ويرفض تقديمَ أيِّ تنازلاتٍ لها حول قضايا اللاجئين السوريين والمخدّرات.
كما استغربت الكاتبة من رفضِ رأسِ نظام الأسد محاولاتِ بعضِ الدول الأوروبية، وأبرزهم إيطاليا، بإعادة تأهيلِ نظامِه، وتأملُ هذه الدول التعاون مع “الدكتاتور السوري” لاحتواء تدفّق اللاجئين لأوروبا، وفي هذا الصدد علّق دبلوماسيٌّ بإحدى الدول الأوروبية التي أعادت التواصل مع النظام قائلاً، “لقد أذهلنا الغيابُ التامُّ لأدنى بادرةٍ من جانب النظام”.
وقالت الكاتبة إنَّ شبكةَ عائلة الأسد الاقتصاديةَ تحافظ على استمرارية حكمِه حتى بعد الانهيارِ الاقتصادي في سوريا، وفرضِ عقوباتٍ دوليّة على النظام، وحيث يعيش 90% من السكان تحت خطِّ الفقر، مشيرةً إلى أنَّ معظمَ الاقتصاد السوري بات الآن تحت سيطرةِ رأسِ النظام وزوجتِه وشقيقِه ماهر.