صحيفةٌ: في ظلِّ التوتراتِ العائليةِ في بيتِ الأسدِ هل تصبحُ “زهرةُ الصحراءِ” رئيسةً للبلادِ؟
نشر موقع “إنسايد أوفر”، في نسختِه الإيطالية، تقريراً سلّط فيه الضوء على مستقبل نظام الأسد في ظلّ الخلافات العائلية والتباين في وجهات النظر مع القيادة الروسية.
وقال الموقع، في تقرير إنّ “ما يجعل مستقبل سوريا غامضاً ليس حالة الطوارئ الصحية جرّاء فيروس كورونا، إنّما هي الخلافات داخل عائلة الأسد، وتعارض المصالح المتصاعد مع روسيا”.
وذكر الموقع أنّ رامي مخلوف، ابنَ خال الرئيس بشار الأسد وقطبَ قطاع الاتصالات السوري، قد أحدث مؤخراً ضجّةً كبيرة بنشره بعض مقاطع الفيديو على “فيسبوك”.
وواجه صاحب شركة “سيرياتيل”، عملاق اتصالات الهواتف المحمولة في البلاد، منذ سنة تهماً بالفساد، ولكنّ إجراءات نظام الأسد ضدّه شهدت تصعيداً لافتاً في الساعات الأخيرة.
وكما أفادت مصادرُ محلية داخل سوريا، فإنّه تمّ اعتقالُ سبعةٍ من مديري الأقسام والفنيين في شركة مخلوف، في حلب وطرطوس، بالتعاون مع الشرطة العسكرية الروسية.
وتأتي هذه الاعتقالات الأخيرة بعد اعتقال 28 من مسؤولي “سيرياتيل” في وقتٍ سابق في مدن أخرى، وبعد دعوات تلقّاها مخلوف للتنحّي وترك رئاسة شركة الاتصالات لشخصٍ آخر.
وأعطى مخلوف خلال ظهوره الأخير مؤشرات في غاية الأهمية عن مستقبل الوضع السياسي في سوريا قبل سنة من الانتخابات الرئاسية، وقال رجلُ الأعمال السوري، إنّه يريد حماية الطائفة العلوية التي ينتمي إليها هو وبشار الأسد، التي تمثل 10 في المئة من السكان، من تجاوزات الطائفة السنية.
أوضح الموقع أنّ العديد من المحلّلين توقّعوا في الأيام الأخيرة حدوث تغيير في القيادة السورية، لكن مع بقاء عائلة الأسد على رأس السلطة.
وتتعلق الفرضية الأكثرُ تداولاً بتكليف أسماء الأسد، زوجة الرئيس الحالي بقيادة البلاد، ويبدو أنّ هذا يمثل لكثيرين الحلّ الأنسب لضمان الانتقال إلى نظام يحترم حقوق الإنسان مع الحفاظ على مكانة عائلة الأسد.
وبحسب الموقع، فإنّ القوتين الرئيسيتين الداعمتين لبشار الأسد، أي روسيا وإيران، لا تحبّذان حدوث تغيير جذري في بنية النظام، على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف الموقع أنّ زوجة الأسد التي لقّبتها بعضُ الصحف البريطانية بـ”زهرة الصحراء”، التي تعافت مؤخراً من السرطان، تتمتع بسمعة جيدة في الأوساط الدولية وكثيراً ما توصف بأنّها امرأة متحرّرة وعصرية.
وعلى الرغم من تراجع سمعتها في الغرب مع استمرار الحرب في سوريا، لا تزال أسماء الأسد واحدة من أبرز الشخصيات القادرة على إعطاء وجهٍ جديدٍ لنظام دمشق على الصعيد الدولي، وفْق تقدير الموقع.
ويرى الموقع أنّ مثل هذا التغيير، يمكن أنْ يمنعَ دخول قانون “قيصر” لحماية المدنيين في سوريا حيز التنفيذ في حزيران/ يونيو.
ويهدف القانون الذي وقعه ترامب في نهاية سنة 2019، إلى معاقبة أيِّ شخص يستثمر في قطاعات معينة من الاقتصاد السوري، ما لم تتّخذ حكومة دمشق تدابير ملموسة لحماية حقوق الإنسان.
ويؤكّد الموقع أنّ سيناريو انتقال السلطة من بشار إلى أسماء الأسد يبقى إلى حدٍّ الآن مجرّد فرضية، لا يمكن الجزم بإمكان تحقّقها في ظلِّ غيابِ أيِّ معطيات ملموسة.
وتأتي هذه التكهنات، تزامناً مع تصاعد حدّة التوترات بين دمشق وموسكو، مع ما قد ينجرّ عنه ذلك من عواقبَ وخيمةٍ على النظام السوري في ترتيبات ما بعد الحرب.