عراقيلُ ضخمةٌ لبيدرسون في دمشقَ
قالت مصادر لموقع “العربي الجديد”، يوم أمس الجمعة، عن مواجهة المتحدّثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا، غيرِ بيدرسون، خولة مطر التي تزور العاصمة السورية دمشق، عراقيل جديدة لم تكن متوقّعةً، حيث قام الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن جانب نظام الأسد، أحمد الكزبري، بتقديم تفاصيل الملاحظات على مقترحِه وهي تُطيح بالمقترح.
هذا يؤكِّدُ أنَّ النظام لم يرفضْ المقترح رسمياً، إلا أنَّه قام بتعطيله، وهذا أمرٌ لم يكن فريقُ “بيدرسون” يتوقّعه، خاصةً أنَّ الجانب الروسي أعلن رضاه عن المقترح في وقتِ سابق.
حيث أخبِر المبعوث الأممي بأنَّ النظام سيكون أكثرَ جديّة في التعامل مع ملفِّ اللجنة الدستورية بعد الانتهاء من انتخاباته الرئاسية.
وبحسب المعلومات : سمع فريقُ “بيدرسون” كلاماً في دمشق على سبيل أنَّ معطيات الواقع السوري اليوم اختلفت، بزعمهم أنَّ الشعب السوري اختار بشار الأسد رئيساً له بالأغلبية، وهي إشارةٌ من النظام إلى أنَّه اليوم أقوى من فترة ما قبلِ الانتخابات، ودخولُه في الجولة الجديدة من اجتماعات اللجنة الدستورية يجب أنْ يكونَ وفقَ شروطه.
انسدادُ الأفق أمام فريق “بيدرسون” انعكس على كلام “مطر” خلال اجتماعها مع أعضاء من المجتمع المدنيّ قبلَ أيام، إذ أخبرتهم أنَّ ملفّ اللجنة الدستورية فشلَ، والفريق الأممي لم يستطعْ التقدّم في هذا الملفّ خطوة فعّالة.
وهو ما فهمه كثيرٌ من الحضور على أنَّه رسالة من فريق “بيدرسن” إليهم كي لا يرفعوا سقفَ توقعاتهم من المسار الدستوري.
وفي حال لم تتدخّلْ روسيا لقلب المشهد خلال الساعات القادمة، ربَّما قد تكون إحاطةُ “بيدرسون” أمام مجلس الأمن اليوم الجمعة، عصيبةً، ولا تحمل أيَّ خبرٍ جيد أو تقدّمٍ في الملف المُستعصي منذ نشأته، رغمَ كلِّ المحاولاتِ لإنقاذه من قِبل الأمم المتحدة وضغوطِ بعض الدول.
وكان “بيدرسون” أرسل منتصفَ إبريل/ نيسان الماضي مقترحاً لأجندة الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية، في محاولةٍ لكسر الاستعصاء الحاصل بين النظام والمعارضة.
وفي منتصف آذار/مارس الفائت، أقرّ المبعوث الأممي بفشل المجتمع الدولي في تخليص السوريين من الحرب التي يشنُّها نظامُ الأسد عليهم، وذلك في كلمة ألقاها، أمام مجلس الأمن، بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة السورية