فورين بوليسي: الحربُ السوريّةُ أظهرتْ عدمَ جدوى مجلسِ الأمنِ بحمايةِ المدنيينَ
أكّدتْ مجلةُ فورين بوليسي في مقال حول فشلِ الأسرة الدولية في حماية السوريين، إنَّ من ضمن خسائر الحرب السورية التي لها آثارٌ بعيدة المدى على صراعات دموية أخرى حول العالم، هي عقيدةُ “مسؤولية الحماية”.
ويشير المقال للكاتبة العراقية، مينا العريبي، وهي رئيسة تحرير صحيفة “ذا ناشونال” وصاحبة عمود رأي في فورين بوليسي، إلى أنَّ “أرواح الأبرياء التي ذهبت هباءً، وهم حوالي 400 ألفِ ضحيّةٍ الآن و200 ألفِ مفقودٍ، فضلاً عن الأحلام المحطَّمة، والإمكانيات الضائعة للشباب السوريين العالقين في مخيّمات النازحين الذين فقدوا عاماً آخرَ من التعليم”.
وترى العريبي أنَّ “مسؤولية الحماية، التي دافعت عنها الدول الغربية لأوّلِ مرَّةٍ في التسعينيات وقبلتها لاحقاً الأمم المتحدة، كانت غيرَ قادرة على النجاة من الصراع السوري. ويمثل موتُها لحظة فشلِ النظام الدولي”.
وأشارت إلى أنَّه منذُ البداية، كان للعقيدة العديد من العيوب الأساسية التي من شأنها أنْ “تجعل تنفيذَها صعباً وتؤدّي في النهاية إلى زوالها في ساحات القتل في سوريا”.
وتُعدّد الكاتبة في مقالها هذه العيوب فتقول: “ما الذي يشكّل جرائم إنسانية خطيرة لدرجة أنَّ المجتمع الدولي ملزمٌ بتجاهل سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة والتدخل، سواءٌ بوسائل سلميّة أو عسكرية؟ ومن يجب أنْ يتدخَّل وكيف؟ وماذا لو كانت الدولةُ المخالفة تعمل لقوة عظمى، يمكنها منعَ أيِّ قرار باستدعاء المسؤولية عن الحماية في مجلس الأمن؟”.
ونوَّهت الكاتبة إلى “سيل هائل من الدعاية والمعلومات المضلّلة المستهدَفةِ لإرباك الجمهور ووسائل الإعلام”، الذي عانت منه رغمَ توثيق أحداث الحرب.
وزادت بالقول: “رغمَ الهجماتِ الموجَّهة للنظام وحلفائه على المستشفيات والمراكز الطبيّة، وقصفِ مدنٍ بأكملها، واغتيالِ الصحفيين، واستخدامِ أساليب الحصار، ردَّت الأمم المتحدة ببيانات إدانةٍ فارغةٍ، وعقدت اجتماعاتٍ لمجلس الأمن وطالبت بضبط النفس بشكل غيرِ فعَّال”.
وتؤكّد العريبي مرَّة أخرى أنَ الحرب السورية أظهرت “عدم جدوى مجلس الأمن الذي يسيء أعضاؤه بشكل روتيني استخدامَ حقِّ النقض لحماية عملائهم، فضلاً عن طبيعة نظام الأمم المتحدة، ولا سيما هيكل مجلس الأمن، المسؤولة في النهاية عن إنهاء أيِّ فرصةٍ لتنفيذ مسؤولية الحماية”.
وتختم بالقول: “بينما يبدو أنَّ العالم يدخل حقبةً جديدة من التنافس الجيوستراتيجي واستقطاب القوى العظمى، فليس هناك ما يضمن ظهورَ نظامٍ إنسانيّ مقبولٍ جماعياً”