فوضى عارمةٌ لتنحيةِ الرئيسِ الأميركي ترامب، وبايدن يُكلّفُ بتضميدِ جِراحِ أميركا

ارتفعتْ الأصواتُ في الولايات المتّحدة يوم أمس الخميس لتنحية الرئيس دونالد ترامب قبلَ أقلَّ من أسبوعين من انتهاء ولايته، وذلك عقبَ اقتحام أنصار الملياريدير الجمهوري مبنى الكابيتول زارعينَ الفوضى والذعر، في حين تولّى جو بايدن دورَ القائدِ المكلّف تضميدَ جراحِ بلادٍ بدت منقسمة وثكلى.
في حين يُنتظر أنْ يلقيَ بايدن الذي يتولَّى الحكم بعد 13 يوماً، خطاباً بعد ظهرِ الخميس من ويلمنغتون، معقله الواقع على بُعد 200 كلم من واشنطن التي لم تستفقْ بعدُ من هولِ ما شهدته الأربعاء.
كما صادق نائب الرئيس مايك بنس أمام مجلسي الكونغرس على انتخاب بايدن رئيساً خلال جلسةٍ كان يفترض أنْ تكونَ شكلية لكنَّها كانت بما وصفه بايدن بأنّه “تمرّدٌ” و”ما هو أقرب إلى الفتنة”، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول وتسبّبوا بوقفِ المناقشات.
حيث أنّ الصور التي التقطتْ داخل مبنى الكابيتول العريق، مقرّ الكونغرس في واشنطن، أثارتْ بلبلةً كبيرة واستياءً وسخطاً، بحيث ظهر فيها نوّاب يضعون أقنعة للغاز أو شرطة مدنيون يشهرون أسلحتهم أو متظاهرون يجلسون في مكاتب البرلمانيين.
وقال بايدن الأربعاء “مهمّتنا اليوم ولأربع سنوات مقبلة، هي إفساحُ المجال لتجديد السياسة التي تهدف إلى حلِّ المشكلات وليس صبَّ الزيتِ على نيران الكراهية والفوضى”.
وأضاف السياسي الذي يحظى باحترام كبير في واشنطن، أنَّ “أميركا بُنيت على الشرف واللياقة والاحترام والتسامح”.
أما ترامب الذي حجبَه موقعا فيسبوك وتويتر، الأول لأجلٍ غيرِ مسمّى، والثاني لساعات عدّةٍ، فلم يصدر عنه على غيرِ عادة أيُّ تصريح منذ بثِّ مقطعِ فيديو قصيرٍ دعا فيه المتظاهرين للـ “العودة إلى ديارهم”،

مع إصراره على الإعلان من دون أيِّ دليل على أنَّ الانتخابات “سُرِقت”.
وفي بيانٍ مقتضب، التزم بعدَها ببساطة بنقل “منظّم” للسلطة، مؤكّداً من جديد “اختلافه التام” مع النتيجة.

من جانبه قال مدير مكتب الرئيس ترامب لمحطة “اس ان بي سي”: “لا يمكنني البقاء، ليس بعدُ ما حدث أمس. لا يمكن أنْ ترى ما حدث أمس وترغب في أنْ تكونَ جزءًا منه بطريقة ما”.
كما أعلن عددٌ من أعضاء مجلس الأمن القومي ترْكَ مناصبهم.
من جانبه أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الحليف المقرّب لدونالد ترامب، خلال الليل أنَّه لم يعدْ يسير خلفه: “أنا خارج الموضوع. هذا كثيرٌ، كثير جدًا”.

و دعا زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ السناتور تشاك شومر نائب الرئيس إلى تنحية ترامب بسببِ “تحريضه” أنصارهَ على تنفيذ “تمرّد”.
وقال شومر في بيانٍ له إنّه “لا ينبغي للرئيس أنْ يبقى في منصبه، ولو ليوم واحدٍ بعدَ الآن”، مهدّداً بمحاكمة ترامب في الكونغرس بهدفِ عزله إذا لم تبادرْ حكومتُه إلى تنحيته بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور والذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة أنْ يقيلوا الرئيس إذا ما وجدوا أنّه “غيرُ قادر على تحمّلِ أعباء منصبه”.
وكانت وسائل إعلام أميركية نشرت مساء الأربعاء أنّ عدداً من الوزراء في إدارة ترامب ناقشوا إمكانيةَ تنحيتَه بعدَ الهجوم الذي شنّه أنصاره على مقرّ الكونغرس لتعطيل جلسة المصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرَها الملياردير الجمهوري ورفضَ الإقرار بنتيجتها بدعوى أنّها “مزوّرة”.
ويتطلّب تفعيل المادة الدستورية أنْ تجتمع الحكومة برئاسة مايك بنس للتصوّيت على قرار تنحيةِ ترامب.

من جانبه قال باراك أوباما إنَّ العنف الذي شهدته واشنطن هو “لحظة خزيٍّ وعارٍ” على أميركا، “ولكنّها ليست مفاجئة”.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنَّها تشعر “بالحزن والغضب”، ملقيةً باللوم على ترامب على الأقل جزئيّاً.

إذ وقعت أحداثُ العنف في اليوم التالي من انتخابات فرعية في جورجيا فاز بها الديمقراطيون واستعادوا بالتالي السيطرة على مجلس الشيوخ من الجمهوريين.
الجدير بالذكر أنّ الديمقراطيون سيحصلون على 50 مقعدًا في مجلس الشيوخ مثل الجمهوريين. ولكنًّ الدستور يعطي نائبة الرئيس كامالا هاريس سلطة ترجيحَ الأصوات، وبالتالي قلْبَ الميزان لصالح حزبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى