في الذكرى الثالثةِ لكيماوي دوما.. العدالةُ معطّلةُ والمجرمُ طليقٌ، ويستعدُّ للفوزِ في الانتخاباتِ الرئاسيّةِ
يصادفُ اليومَ الأربعاء الذكرى الثالثة لمجزرة دوما بالغوطة الشرقية التي نفَّذها نظامُ الأسد بالسلاح الكيماوي وراح ضحيتها أكثرُ من 39 مدنيّاً بينهم أطفالٌ ونساءٌ وإصابة أكثرَ من 550 آخرين بأعراض الأسلحة الكيميائية.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تصريح صحفي اليوم, إنَّ “قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وقوات الاحتلال الروسي ارتكبتْ خلال الهجوم على الغوطة الشرقية مطلعَ عام 2018 سلسلة من المجازر الرهيبة وجرائم الحرب المتتالية كان من بينها هجومُ بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما”.
وأضاف أنَّه “رغم التصعيد الاستثنائي الذي جرى خلاله استخدامُ أشدّ القنابل قوةً وتدميراً، واستهداف المنطقة بأشدّ أنواع الأسلحة فتكاً، فقد لجأ النظام وحلفاؤه أيضاً إلى استخدام الأسلحة الكيميائيّة في استكمال للمشهد الدموي الجاري أمام سمعِ العالم وبصرِه”.
وأشار إلى أنَّه “ثلاث سنوات تمرُّ اليوم على هذه المجزرة، التي خلّفت 39 شهيداً بينهم 10 أطفالٍ، و15 سيدةً، إضافة إلى إصابة نحو 550 شخصاً بأعراض استخدام الأسلحة الكيميائيّة، بحسب ما وثّقته الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان وجهات أخرى، وما زال المجرمُ طليقاً؛ بل مستمراً في ارتكاب المزيد من المجازر”.
ولفت الائتلاف في تصريحه إلى أنَّ “المسؤوليات المتعلّقة بهذه الجريمة لن تسقط عن أيِّ طرف تورّط في تنفيذها أو التخطيط لها أو التغطيةِ عليها، كما أنَّ دور المجتمع الدولي واكتفاءه بمراقبة المجازر وهي تقع ومن ثم عدم قيامه حتى اليوم بتحمّل مسؤولياته تجاه معاقبة المجرمين أمرٌ يتطلَّب مراجعةً وتصحيحاً فوريّاً”.
وأشار إلى أنَّ “ارتباط النظام الكامل وتورّطه بسلسلة مستمرّة من جرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم استخدام الأسلحة الكيميائيّة بات أمراً محسوماً وموثّقاً ومثبتاً، ما يحيل الأمرَ إلى المجتمع الدولي والأطراف الدولية الفاعلة، لأخذ دورِهم في معاقبة المجرمين من خلال التدخّل العسكري ضمن الفصل السابع وإحالة القتلة إلى محكمة الجنايات الدولية، بالإضافة لإيجاد آليات لتجاوزالتعطيل الروسي المستمرّ لمسار العدالة في سوريا”.
أكّد أنَّ “نظام الأسد المجرم حوَّل حياة السوريين إلى سلسلة من الذكريات المؤلمة”, مشيراً إلى أنَ “الشعب السوري مصمّمٌ على المضي قدُماً في ثورته؛ ليصنعَ أعظم ذكرى في تاريخ سوريا، وهي لحظة التخلّص من هذا النظام المجرم، والانتقال إلى سوريا الجديدة، سوريا الحرية والكرامة والاستقلال”.
من جهتها قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير أصدرته اليوم، بمناسبة الذكرى السنويّة الرابعة لهجوم النظام السوري الكيميائي على مدينة خان شيخون والثالثة على مدينة دوما، إنَّ الهجومين أثبتتهما لجانُ التحقيق الأمميّة ومنظمات محليّة ودوليّة، وأنَّ الجاني يستعدُّ للفوز في الانتخابات الرئاسية.
لفت التقريرُ إلى استمرار إفلات نظام الأسد التام من العقاب على الرغم من مضي سنوات على استخدامه أسلحةَ دمارٍ شامل، وذكَّر التقرير بالحوادث الفظيعة التي وقعتْ في مثل هذا الشهر في مدينتي خان شيخون في إدلبَ، ودوما في ريف دمشقَ.
ولفت تقرير الشبكة إلى أنًّه في هذا العام تصادف الذكرى السنوية الرابعة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائيّة على مدينة خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017، والذكرى السنوية الثالثة لهجوم النظام السوري بالأسلحةِ الكيميائية على مدينة دوما في 7/ نيسان/ 2018.
ووفقاً للتقرير فقد وثّقتْ الشبكة مقتل 91 مدنياً بينهم 32 طفلاً و23 سيدةً خنقاً، وإصابة قرابة 520 شخصاً عندما استخدم النظام السلاح الكيميائي ضدَّ مدينة خان شيخون، كما وثَّق في 7/ نيسان/ 2018 مقتل 39 مدنيّاً بينهم 10 أطفال و15 سيدةً، وإصابة قرابة 550 شخصاً عندما استخدم السلاح الكيميائي ضدَّ مدينة دوما في محافظة ريف دمشقَ.
أشار التقرير إلى أنَّ لجنة التَّحقيق الدولية المستقلّة الخاصة بالجمهورية العربية السورية وثَّقت مسؤولية نظام الأسد عن كلٍّ من الهجومين، كما أثبتتْ منظمةُ حظر الأسلحة الكيميائية استخدام أسلحة كيميائية في كلٍّ من خان شيخون ودوما، دون أنْ تحدّد من قام بذلك، وأثبتتْ آلية التحقيق المشتركة، التي أنشأها قرارُ مجلس الأمن رقم 2235 الصادر في آب/ 2015، مسؤوليةَ نظام الأسد عن هجوم خان شيخون فقط، وأنهى الاحتلال الروسي عبْرَ الفيتو ولايتها قبل وقوعِ هجوم دوما.