في الذكرى الـ 19 لنهاية سلطة “حافظ الأسد” على سوريا.. كيف وصل وثبّت حكمه؟ (فيديو)
يصادف اليوم الذكرى الـ 19 لرحيل رأس النظام السابق “حافظ الأسد”، كما أنّه وقبل ذلك بأيام كانت الذكرى الـ 52 لخسارة “الجولان” السورية التي كان قد باعها “الأسد” الأب لـ “إسرائيل” مقابل حكمه للبلاد طيلة تلك العقود.
“حافظ الأسد” كان قد ولد بتاريخ ٦ تشرين الأول عام ١٩٣٠ في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، لأسرة من الطائفة العلوية كانت تعمل في فلاحة الأرض، حيث أتمّ تعليمه الأساسي في مدرسة قريته، وفي اللاذقية أتمّ تعليمه الثانوي ولم يتمكّن من دخول الجامعة لتردي أوضاعه المادية، فالتحق بالأكاديمية العسكرية عام ١٩٥٢، ثم بالكلية الجوية ليتخرّج فيها برتبة ملازم طيار عام ١٩٥٥.
وانضم لحزب “البعث” عام 1956 في محافظة اللاذقية، واهتمّ بالتنظيمات الطلابية، ليصبح رئيساً لفرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ومن ثم رئيساً لاتحاد الطلبة في سوريا.
وبعد سقوط حكم “أديب الشيشكلي” واغتيال العقيد “عدنان المالكي”، انحسم الصراع الدائر بين الحزب “السوري القومي الاجتماعي” وحزب “البعث العربي الاشتراكي” لصالح البعثيين.
حيث اختير “حافظ الأسد” للذهاب إلى مصر من أجل التدرب على قيادة الطائرات النفاثة، وفي ١٦ تشرين الثاني عام ١٩٧٠ انقلب حزب “البعث” على الأمين القطري له المدعو “صلاح جديد” وعلى رئيس الجمهورية “نور الدين الأتاسي”، ليتولّى “حافظ الأسد” منصب رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الدفاع في ٢١ تشرين الثاني عام ١٩٧٠.
كما عيّن “أحمد الحسن الخطيب” رئيساً مؤقّتاً للجمهورية السورية، ثم جرى استفتاء شعبي شكلي في 22 آذار عام 1971 على قائد الانقلاب والذي سمّاها زوراً (الحركة التصحيحية)، وزعمت وسائل الإعلام الحكومية مشاركة 95% من الشعب في العملية الاستفتائية التي فاز فيها “حافظ الأسد” بأكثرية ساحقة وصلت إلى 99.2%.
إثر الانقلاب الذي قام به “حافظ الأسد” أصبح بذلك الرئيس التاسع للجمهورية السورية، وأول رئيس علوي لسوريا ولمدّة سبع سنوات، حيث تلتها استفتاءات مشابهة في أعوام 1978 و1985 و1992 و1999، ليستمر يشغل منصب الرئيس حتى وفاته في ١٠ حزيران عام ٢٠٠٠، ليأتي ابنه الوريث القاصر “بشار الأسد” خلفاً له، بعد تعديلاتٍ عديدة في الدستور السوري ليصبح على مقاسه “الأسد” الابن.
في الثاني من شباط 1982، شهدت سوريا أسوأ مجزرة مرّت في تاريخها الحديث كما كان يُعتقد قبل اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، وهي “مجزرة حماة” التي ارتكبها “حافظ الأسد” خلال فترة حكمه.
حيث طوّق حينها النظام السوري الذي كان رئيسه آنذاك “حافظ الأسد” مدينة حماة الواقعة وسط البلاد، وبدأ بقصفها جوّاً وبرّاً وبجميع أنواع الأسلحة، لكي يتمكّن جنوده من دخول شوارع المدينة الضيقة بدباباتهم، وتدمير معالمها، حتى أنّ المساجد والكنائس لم تسلم من هذا القصف الهمجي.
قبل أن يجتاحها ويقتل كل من يصادفه فيها بحجّة القضاء على جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، والتي كانت تُعدّ من أكبر الجماعات المناهضة لحكم “الأسد” الأب في تلك الحقبة.
حيث اتهمها النظام حينها بتسليح عددٍ من كوادرها وتنفيذ اغتيالات بحق مجموعة من الضباط في مدرسة المدفعية في حزيران عام 1979 في مدينة حلب شمال البلاد.
وفي 20 حزيران عام 1979 وقعت محاولة اغتيال فاشلة لـ “حافظ الأسد”، ليقوم بعدها النظام السوري بحظر الجماعة وشنّ عملية تصفية واسعة، ومن ثم أصدر القانون 49 الذي يأمر بإعدام كلّ شخصٍ ينتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” وحتى أقربائهم.
ويختلف عدد شهداء المجزرة باختلاف المصادر، ولا أحد يعرف الحصيلة النهائية خلال ذلك الهجوم، حيث وثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان استشهاد حوالي 40 ألف مدني، غالبيتهم قضوا رمياً بالرصاص بشكلٍ جماعي، ثم تمّ دفن الضحايا في مقابر جماعية.
أما عدد المعتقلين والمفقودين الذين لم تتم معرفة مصيرهم حتى اليوم فقد بلغ حوالي 15 ألف شخصٍ، وهذه المجزرة كانت سبباً مباشراً في تهجير 100 ألف شخصٍ، وتمّ تدمير جزء كبير من المدينة وخاصة أحيائها القديمة، وإزالة 88 مسجداً، وهدم 3 كنائس وعدّة مناطق أثرية وتاريخية.