قناةٌ ألمانيةٌ تكشفُ وجودَ أحدِ مؤسسي ميليشيا لواءِ القدسِ المساندٍ لنظامِ الأسدِ منتحلاً صفةَ لاجئٍ
كشف لاجئان فلسطينيان سوريان في فيلم عرضته القناة الأولى الألمانية عن وجود أحد مؤسسي ميليشيا “لواء القدس” ويدعى “محمد سعد الدين” في ألمانيا حالياً، حيث اتهماه بارتكاب جرائمَ حربٍ في سوريا أثناء مشاركته في القتال مع ميليشيا “لواء القدس” الفلسطينية الموالية لنظام الأسد.
وقال أحدُ الشاهدين خلا ل المقابلة: إنّ “سعد الدين ساهم في تشكيل ميليشيا لواء القدس في مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين في حلب مع بدء الثورة السورية عام 2011، وتعامل بعدوانية شديدة مع المدنيين وخاصة المتظاهرين، وقام بضرب واعتقال وقتْلِ الناس”، مشيراً إلى أنّه لم يسمعْ فقط بجرائمِ ميليشيا “لواء القدس” بل كان شاهداً عليها.
وأضاف الشاهد الأول أنّه كان شاهداً على تهديد “محمد” وشقيقه لأحد الأطباء بالقتل، وذلك عندما أراد الطبيب معالجة مدنيين جرحى في عيادته، كانوا قد تعرّضوا لإطلاق النار قربَ المخيم، طالباً منه عدمَ علاجهم.
وروى شاهدٌ آخر أنّ “محمد” وشقيقه طالبَا الطبيب بتسليم شخص كان يعالجه نتيجة إصابته بجروح بليغة بعد تعرّضه هو وعائلته أثناء ركوبهم سيارة سوزوكي لإطلاق نار من قبل جنود نظام الأسد، مضيفاً إلى أنّ الطبيب رفض طلبَهما.
وبيّنت القناةُ أنّ أقوال الشاهد الثاني تتطابق مع أقوال الشاهد الأول، مشيرةً إلى أنّ الشاهد الثاني استطاع التعرّف على عددٍ من الأشخاص الذين يظهرون في صور الميليشيا، حيث أنّ أحدهم كان طفلاً في عمر الـ 13 عام عندما بدأ بالقتال مع الميليشيا، وقُتل بعد عامين أو ثلاثة من ذلك، حيث يعتبر تجنيدُ الأطفال وإشراكُهم في المعارك من بين تهمِ ارتكاب جرائم الحرب المحدّدة التي يواجهها “محمد”.
وأكّد الشاهد الثاني أيضاً أنّه كان موجوداً عندما قدّم “محمد” إحداثيات مدرسة لكي يتم قصفُها جوّاً نهاية شهر تشرين الثاني عام 2012، رغم أنّ من كانوا يتواجدون فيها كانوا من المدنيين الفارّين من المعارك، وقال إنّه سمع “محمد” وهو يقول فيما هو واقف أمام منزله إنّ المسلحين متواجدين في هذه المنطقة التي هي “مدرسة ناصر الدين”.
ومن جانبه اكتشف التلفزيونُ الألماني بعد بحثٍ دام أشهراً، أنّ “محمد سعد الدين” يعيش في مدينة “أوسنابروك” وقد عزل نفسه عن اللاجئين، وأنّه يقوم بتصرفات مريبة ويحيط نفسه بالسرية، كأن يذكر عناوين خاطئة عندما يريد لقاء أحد الأصدقاء أو يلتقيهم دوماً وسط المدينة.
وعقب مواجهته بالتهم أقرّ “محمد سعد الدين” بأنّه الظاهر في الصور، وأنّه من مؤسسي وقياديي الميليشيا، ولكنه ادّعى أنّه كان حيادياً وأنّهم كانوا يحاربون من وصفهم بـ “الإرهابيين” فقط، وأنكر بقية التّهم الأخرى، وأفاد بأنّه وصل عبر الطائرة إلى ألمانيا قادماً من إيران، حيث أدعى الشاهدان ضدّه لدى الشرطة الألمانية، وهما يأملان بأنّ يخضع “محمد” للمحاكمة العادلة.