كرنفالُ القطنِ في حلبَ … بلا قطنٍ!!
افتتح وفد وزاري من حكومة نظام الأسد في مدينة حلب، الدورة الـ57 من “مهرجان القطن”، بعرض فيلم قصير عن تاريخ المهرجان القطن وعروض فنية، وكلمات لمسؤولي نظام الأسد على “تعافي القطاع الزراعي”.
وشهدت ساحة سعد الله الجابري، اليوم الجمعة، احتفالاً مركزياً بحضور وزراء الصناعة والزراعية والموارد المائية والتعليم العالي والسياحة في حكومة نظام الأسد، ومحافظي ديرالزور وحلب، وأمناء فروع البعث في المحافظتين.
وبدأت التحضيرات للمهرجان قبل أيام بإشراف مشترك من محافظة حلب وفرع البعث، وميليشيات نظام الأسد والاحتلال الروسي، وتشارك مجموعات من “الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة” في تقديم عروض عسكرية، في حين تشرف كلية الفنون التشكيلة بجامعة حلب على تجهيز المجسمات المشاركة في “كرنفال القطن”.
المشكلة الوحيدة في كل ما سبق، أنّ استعادة نظام الأسد لـ”مهرجان القطن” في حلب، تحدّث في ظل غياب شبه كامل للقطن في حلب، ما اضطر نظام الأسد لـ”استيراد” شاحنات قطن من مناطق سيطرة “قسد” في الحسكة، لاستخدامها الدعائي في “كرنفال مهرجان القطن بحلب”. فالعادة أنْ يقامَ المهرجان، بعد محصول وفير من القطن، وهذا ما انتهى منذ سنوات.
وأكّد المسؤول في مديرية الزراعة التابعة للمعارضة بريف حلب الشمالي “محمد النجار”، لـ”المدن”، أنّ نظام الأسد يحاول الترويج لعودة الحياة للقطاع الزراعي في المناطق التي استعاد السيطرة فيها، لكنّ الواقع مختلفٌ تماماً عن ذلك، إذ كان إنتاج سوريا من القطن قبل 10 أعوام تقريباً مليون طن سنوياً، وحلب كانت تنتج 150 ألف طن على الأقل، وتتركّز فيها عمليات الحلج والغزل، ولكن بعد سنوات من حرب نظام الأسد لم تعدْ المساحات المزروعة بالقطن تتجاوز مئات الهكتارات في ريف حلب الشرقي، ويعاني الفلاحون من ارتفاع تكاليف الري بسبب تعطّل قنوات الري وتضرّرها، وتدنّي أسعار القطن إلى 350 ليرة للكيلو الواحد. وما تزال المحالج بحلب مدمّرة ولم يُعدْ ترميمُها حتى الآن.
وبحسب “النجار”: “لا نستبعد أنْ يمنح نظام الأسد لشركات الاحتلال الروسي عقود استثمار مؤسسة الأقطان في حلب، بما فيها من محالج وشركات تخزين ومعامل زيوت، القطاع شبه مدمّرٍ وبحاجة لدعم مالي كبير ليتعافى”.
وأعلنت مؤسسة الأقطان التابعة لنظام الأسد، التي يقع مركزها في حلب، بأنّ كميات القطن التي تسلّمتها في جميع فروعها في سوريا للموسم الزراعي 2019، بلغت 52 ألف طن.
ويتبع للمؤسسة بحلب محالج، هي الوحدة واللواء وتشرين والفرات وأمية والشرق والرصافة، والقسم الأكبر منها موجودٌ في منطقة عين التل، وكانت الفصائل الثورية تسيطر عليها في الفترة ما بين 2012 و2016. وقد تعرّضت المحالج لقصفٍ جويّ عنيف من قبل طائرات نظام الأسد، ما تسبّب بدمار أجزاء واسعة منها، ولا يعمل منها حالياً سوى محلج تشرين.
توقف مهرجان القطن قبل ثماني سنوات، بعدما كان المهرجان يُقام في حلب في تشرين الأول من كلّ عام. وترجع بدايات الاحتفال بموسم القطن إلى العام 1952، في الفترة التي كانت فيها حلب مركزاً لصناعة وإنتاج القطن، وكان يشرف عليه القطاع الخاص. في 30 أيلول 1954 صدر المرسوم رقم 2088 القاضي بإنشاء أربعة طوابع خاصة بمهرجان القطن، وتمّ وضعها بالتداول في 9 تشرين الأول 1954، وفي العام 1959 احتفل بالمهرجان رسمياً، بإشراف وزارة الزراعة والهيئة العامة لحلج القطن وتسويقه، وذلك بعد “تأميم” معامل ومحالج القطاع الخاص بحلب.