لاجئةٌ سوريةٌ في لبنانَ تروي قصةَ ضربِها وتهديدِها بتسليمِها وعائلتِها لنظامِ الأسدِ
كشفتْ سيدةٌ سوريةِ لاجئةٌ في لبنان عن تعرّضها للاعتداء والضرب هي وعائلتها في منطقة البقاع الغربي في مطلعِ الشهر الحالي، وذلك على يد إحدى العائلاتِ اللبنانية المعروفة بالمنطقة، إضافةً إلى نهبِ وتخريب المنزل الذي يسكنون فيه وترهيبِهم بقوة السلاح.
وفي منشورٍ لها على صفحتها في فيس بوك قالت اللاجئةُ السورية “انتصار قلاع” إنَّها تعرّضت للضربِ والشتمِ والإهانة هي ووالدتها وأخوها الصغير الذي يبلغ من العمر 14 عاماً في أول أيام عيد الفطر على يدِ عائلة لبنانية، كما تمَّ تهديدُها بتسليمهم لنظام الأسد بسوريا في حال تقدّمت بشكوى للجهات الأمنيّة اللبنانيّة.
ونشرت “قلاع” صوراً لها وهي متعرّضةٌ لكدمات بالوجه إضافةً لصور أخرى لعائلتها حيث تعرّض أحدُهم لنزيفٍ في رأسه، في حين تمَّ الاعتداء على سيارتِها وتحطيم زجاجها.
كما نشرت اللاجئةٌ السورية صوراً لبيتها الذي تقطنُه على ما يبدو في مخيمِ اللاجئين وهو بحالة صعبة يفتقرٌ للعديد من مقوّمات الحياة الأساسية الكريمة، مبيّنة أنَّها رغمَ وضعِها الصعب إلا أنَّها تعرّضت لاعتداءٍ عنصري فقط لأنَّها سورية ولاجئة. وبيّنتْ أنَّ كثيراً من اللاجئين السوريين في لبنان لا توجد لديهم حقوقٌ أو جهةٌ تساندهم إذا تعرّضوا للأذى، بل إنَّ الكثير منهم يواجه الإهانةَ والاعتداءَ بصمت خوفاُ من الترحيل، كما حدث معها في الثاني من أيار الحالي من قبل عائلة لبنانية معروفة بالمنطقة.
وأوضحتْ أنَّ أخاها ضُرِب وأُهين على يد شبابٍ لبنانيين من عائلة (بيت أحمد) في منطقة “حوش الحريمه” وهي عائلةٌ معروفةٌ باعتداءاتها المتكرّرة على الناس، وخاصةً اللاجئين دون خوفٍ من الحكومة أو قانونٍ يردعهم حسب قولها.
ولفتتْ إلى أنه رغم معرفة العديد من المنظمات الإنسانية والمفوضية السامية للاجئين بالأمر إلا أنَّهم لم يحرّكوا ساكناً ولم يفتحوا تحقيقاً بالموضوع لكشفِ ملابساته وردعِ الشباب المهاجمين، والسببُ وفقَ قولها إنَّ اللاجئين محرومون من أبسط حقوقهم ويعيشون في تهديد دائمٍ بإعادتهم إلى سوريا.
وأنهت السيدةُ السورية منشورَها بالقول إنَّها لن تنسى ما حدث لها من اعتداءٍ والآثارَ الظاهرة بوجهها نتيجةَ تعرّضها وعائلتها للضرب، كما إنَّها ستظلّ تتذكّر هذه الحادثة لحين أنْ تحصلَ على حقّها مهما طال الزمان.
وكان عددٌ من التلاميذ السوريين تعرّضوا لحادثة دعسٍ “مخيفة” خلال مشاجرةٍ جماعية في إحدى المناطق اللبنانية قبل أيامٍ ما أسفر عن وقوعِ عددٍ من الإصابات بينهم.
ونشرت وسائلُ إعلامٍ لبنانية تسجيلاً مصوّراً لسيارة من نوعِ “جيب” لون أبيض تقودُها امرأة بسرعة، لتصدمً تجمّعاً لعشرات الأشخاص، ومعظمُهم تلاميذُ سوريون في منطقة المريجة جنوبً لبنان.
ويُذكر أنَّ المسؤول الأممي “أوليفييه دي شوتر” قال في وقتٍ سابق إنَّ معاملةَ اللاجئين السوريين في لبنان تتجلّى بالتمييز والمضايقة والعنف وخطابِ الكراهية، ومن الخطأ اعتبارُهم مصدراً للمنافسة على الوظائف والدعمِ والخدمات العامة.
واعتبر أنَّ النظرة تجاه اللاجئين السوريين في لبنان شاملةٌ لجميع مستويات المجتمع بما فيها الحكومةُ اللبنانية، حيث يقع اللومُ دائماً على اللاجئين بشكلٍ روتيني، ويُتهمون بأنَّهم السببُ بعدم تمكّنِ الحكومة من توفير الخدمات والسلع الأساسية لمواطنيها.