لجنةُ التحقيقِ الدوليةُ: سوريا تشهدُ أكبرَ تصعيدٍ منذُ أربعِ سنواتٍ
قال رئيسُ لجنة التحقيق الدولية المستقلّةِ بشأن سوريا، باولو بينيرو، إنَّ سوريا تشهد أكبرَ تصعيدٍ للأعمال العدائية منذ أربعِ سنوات، مؤكّداً على أنَّ هناك تجاهلاً تامّاً لحياة المدنيين.
وأوضح بينيرو خلال إحاطةٍ قدّمها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء أنَّ عدمَ احترام قواعد القانون الدولي الإنساني الأساسية منذ فترةٍ طويلة في سوريا، لا يؤدّي إلى قتلِ وتشويه الضحايا من جميع الأطرافِ في سوريا فحسب، بل إلى “تقويضِ وتآكلِ جوهر نظام الحماية الدولي ذاته”.
ونوّه إلى تقريرِ اللجنة الذي قدّمتْه لمجلس حقوق الإنسان، الشهرَ الماضي، والذي سلّط الضوءَ على الوضع الإنساني “اليائس والتفتت المتزايد” للبلاد.
وأشار إلى أنَّ الظروف المعيشيّة للشعب السوري مستمرّةٌ في التدهور “بشكلٍ مثير للقلق”، لافتاً إلى أنَّ أكثرَ من 15 مليونَ شخصٍ يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وأكّد بينيرو على عدم وجود أيّ دليلٍ خلال العقد الماضي، يظهر أنَّ التدابيرَ القسرية الأحادية الجانب أدّت إلى تغييرات سلوكية إيجابيّة من قِبل نظام الأسد أو غيره، محذرًا من أنَّ الأشخاصَ العاديين هم الذين يتحمّلون وطأةَ تأثير هذه التدابير.
ودعا الدولَ الأعضاء إلى ضرورة تقييمِ هذا التأثير، للتخفيف من أيّ عواقبَ على الحياة اليومية للناس.
كما رحّب بينيرو بإنشاء مؤسسةٍ معنيّةٍ بتحديد مصيرِ المفقودين في سوريا بهدف معالجةِ الصدمة الوطنيّة المستمرة بشكلٍ شامل، مشيرًا إلى أنَّ هذه المؤسسةَ توفّر فرصةً فريدة لمساعدة سوريا على مواجهة التحدّي الهائل المتمثّل في العثورِ على عشرات الآلاف من المفقودين أو المختفين ومساعدةِ عائلاتهم بالتغلب على فقدانهم.
وطلب بينيرو من نظام الأسد وجميعِ الأطراف التي لديها معلوماتٌ عن المفقودين أو المختفين، العملَ بشكلٍ استباقي مع المؤسسة الجديدة لتوضيح مصيرِهم ومكان وجودهم.