لماذا تتجنّبُ الميليشياتُ العراقيةُ استهدافَ المواقعِ الإسرائيليّةِ من سوريا؟
تتجنّب الميليشياتُ العراقية الموالية لإيران استخدامَ مواقعِها في الأراضي السورية لتنفيذ هجماتٍ ضدَّ أهدافٍ للاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، رغمَ امتلاكِها حضوراً مهمّاً في الجغرافيا السورية، وأبرزُها مواقعُ في حمص ودرعا وريف دمشق.
ومنذ انطلاق عمليّةِ طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، لم تبادر الميليشياتُ العراقية إلى إطلاق أيِّ هجمات من مواقع وجودها في سوريا، القريبةِ من الأراضي الفلسطينية المحتلّةِ مقارنةً بالعراق، مع احتمالات تحقيق إصابات أكثرَ ضماناً، في مؤشّر إلى احتمال تحفّظِ نظامِ الأسد على إطلاق الميليشيات الهجماتِ من الداخل السوري.
وقال مصدرٌ من الميليشيات العراقية إنَّ “الوضعَ السوري لا يتحمّل مزيداً من التعقيد، كما أنَّ روسيا لا تريد أنْ تتحوّلَ سورية إلى ساحة قتال جديدة”.
وأكّد المصدر على أنَّ “تمثيلَ الميليشيات العراقية في سوريا تراجعَ كثيراً خلال العامين الماضيين، لكنَّ هناك ممثلياتٍ ومكاتبَ وعدداً قليلاً من المقاتلين ما زالوا هناك”، وِفق موقع “العربي الجديد”.
وأضاف أنَّ “القرارَ السوري يمضي باتجاه النأي بالنفس، وتدعمُ روسيا هذا الخيار”، مؤكّداً أنَّ “دور الميليشيات المسلّحةِ العراقية في سوريا في الوقت الحالي، ليس كما كان عليه في السنوات الماضية، فقد تراجع كثيراً، وجزءٌ منه يعود لتطورات الاتفاقاتِ الإيرانية الروسية السورية بخصوص الشأنِ السوري، وترى روسيا أنْ ليس من مصلحتها تعميقُ الخلاف السوري الإسرائيلي”.
من جهته، أشار عضو البرلمان العراقي، القيادي في منظّمة بدرٍ معين الكاظمي، إلى أنَّ “عدمَ استخدام الأراضي السورية من قِبل الميليشياتِ العراقية يعود إلى احترام القرارِ والسيادةِ السورية، إلى جانب حسابات أخرى”، لم يكشفْ عنها.
بدوره، يرى أستاذُ الدراساتِ الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا مهند سلوم أنَّ “جميعَ الميليشيات المسلحة لم تستخدمْ الأراضي السورية لضرب أهداف في دول أخرى وخصوصاً الكيانَ الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنَّ “نظام الأسد لا يعتبر نفسَه جزءاً من محور المقاومة، وهو يريد أنْ يبتعدَ عن المحور للمحافظة على نفسه”.