نيويورك تايمز: السوريونَ يشعرونَ بالخيانةِ من موجةِ التطبيعِ مع نظامِ الأسدِ
أشارتْ صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية، إلى أنَّ السوريين يشعرون بـ”الخيانة” إزاءَ موجةِ تطبيع بعضِ الدول العربية علاقاتِها مع نظام الأسد، في حين يجبُ عليها محاسبتُه على جرائمِه التي اقترفًها بحقِّهم.
وقال الكاتب “مروان صفار جالاني” في مقالٍ نشرته الصحيفة ، حمل عنواناً “نحن السوريين لم نتفاجأ بهذه الخيانة”، إنَّ “الهيئات الأممية الدولية، إما قد سامحتْ أو نسيتْ أسبابَ طردِ سوريا من مجتمعاتها”، وبإعادة العلاقاتِ معها “فهم يطبعون الفظائع التي ارتبكها نظامُ الأسد، ويخاطرون بتشجيع القادةِ الآخرين على التصرّف من دون خوفٍ من اللوم أو العقاب”.
ولفت “جالاني” إلى أنَّ التطبيع “بدا وكأنَّه نعمةٌ لفظائع نظامِ الأسد وطعنةٌ في الظهر لمن عانى من الحربَ والنزوح”، مشيراً إلى أنَّ السوريين يشعرون بـ”الخيانة” من موجة التحرّكات الدوليةِ لإعادة العلاقات مع نظام الأسد.
واستنكر تناسي الأممِ المتحدة جرائمَ نظام الأسد، موضّحاً أنَّ منظمة الصحة العالمية عيّنتْ النظام ضمن مجلسها التنفيذي، وأعاد الإنتربول دخولَه إلى شبكتِه في تشرين الأول الماضي.
وبيّن “جالاني” أنَّه في حين أبدت دولٌ عربية خطواتٍ للتقاربِ مع رأس نظام الأسد، كان الأخيرُ يعمّق علاقاته ويوثّقها مع كلٍّ من روسيا وإيران.
ويتعيّن على القوى الغربية والعربية، وفقاً للكاتب، “إبقاءَ نظام الأسد في عزلةٍ وأنْ تضغطَ على أيّ دولٍ ومنظمات تتأرجح في هذا الالتزامِ لفعل الشيء نفسِه”.
وعن حججِ الدول للتطبيع مع نظام الأسد، قال “جالاني” إنَّ “تكاليفَ إضفاء الشرعية على مجرمِ حربٍ متّهمٍ أعلى بكثير من أيّ فوائد اقتصادية أو سياسية بعيدةِ المنال”.
مشدّداً أنَّ “النظام الذي عُرف بقصفِ المستشفيات لا يمكن أنْ يكون عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية”، وأوضح أنَّ “النظامَ الذي يُعذب ويتعقّبُ معارضيه في الداخل والخارج من خلال أجهزةِ المخابرات يجب ألا يستعيدَ الوصول إلى قواعد بيانات الإنتربول”.
“جالاني” دعا إلى إبقاء نظامِ الأسد في عزلةٍ، والضغط على أيّ دول ومنظمات لفعل الشيء ذاته، إذ إنَّ ما يتمُّ يعني “إعادةَ الشرعية بشكلٍ خطير إلى نظامٍ ربطته الأمم المتحدة في عام 2013 بجرائم الحرب وجرائمَ ضدَّ الإنسانية”.
وأكّد أنَّه “يجب على الهيئات الدولية ألا تعطيَ الأسدَ شيئاً مقابلَ لا شيء. يجب عليهم الضغطُ عليه لوقفِ انتهاكات حقوق الإنسان وتطويرِ وتطبيق آليات، مثل مبدأ (الولاية القضائية العالمية) كما فعلت ألمانيا مؤخّراً في القضية التاريخية للبحثِ عن قدرٍ من العدالة”.