أبرزُ التصريحاتِ وردودِ الفعلِ بخصوصِ الاندماجِ الجديدِ للجيشِ الوطني والجبهةِ الوطنيةِ للتحريرِ

رحّب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والإعلام التركي وعددٌ من القادة العسكريين في فصائل الجيش الوطني بالاندماج الأخير بين “الجبهة الوطنية للتحرير” و “الجيش الوطني” ضمن جسم عسكري موحّد، معتبرين أنّ الاندماج الذي أُعلن عنه هو “خطوة مهمّة في المرحلة المقبلة”.

كما أنّ الاندماج الجديد يصبّ وبحسب مراقبين ومحللين في إطار تأسيس مؤسسة عسكرية منظّمة تحت مظلة وزارة الدفاع التابعة للحكومة السوري المؤقتة لقتال قوات الأسد وميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية شرقي الفرات.

وبدوره صرّح المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير “ناجي مصطفى” بالقول: إنّ “هذا التوحّد للجيش الوطني والجبهة الوطنية يهدف للانتقال من الحالة الفصائلية إلى حالة الجيش الوطني كمؤسسة عسكرية صحيحة تعمل وفق تراتبية عسكرية وتتمتّع بالقدرة عن الدفاع عن هذه المناطق وتحرير الأرض من عصابات الأسد”.

واعتبر “ناجي مصطفى” أنّ “من مهام الجسم العسكري الموحّد القتال ضد قوات الأسد والميليشيات التابعة له ووحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية”، مؤكّداً “مشاركة الجيش في أيّ عملية عسكرية مرتقبة قد تُشن في شرق الفرات”.

كما وقال الرائد “يوسف الحمود” المتحدّث الرسمي باسم الجيش الوطني: إنّ “الاندماج المعلن هو الخطوة الأخيرة من عمل طويل، وجاء في أعقاب جهود مكثّفة استمرت طيلة الأشهر السابقة، التي كانت شاهدة على اجتماعات رفيعة على مستوى القيادات في الجيش الوطني والجبهة الوطنية بهدف توحيد القوى الثورية العاملة في المنطقة، وهو ما سينعكس بإيجابية على وحدة القرار ووحدة العمل في المنطقة المحرّرة وسيرفع دعم واستقرار المنطقة ويمنع أيّ محاولات عدائية عليها”.

وأضاف “يوسف الحمود” بأنّ “هذه الفصائل تأخذ طابع ثوري ولها الحق في الدفاع عن المناطق المحرّرة، ضد أيّ جهة تسيء للمنطقة بدءاً من نظام الأسد وليس انتهاء بالميليشيات، والاعتراف بشرعية هذا الجيش هو مسعى يتمّ العمل في سبيله بعد أداء الواجب وتشكيل مؤسسة عسكرية منظمة”.

كما ولفت القائد العام لحركة تحرير وطن العقيد “فاتح حسون” إلى أنّ “هذا الاندماج يهدف إلى توحيد صفوف التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الحرّ والعاملة في مناطق ريف اللاذقية وحماه وإدلب وريف حلب وفي مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات، ووصف الاندماج الذي طال انتظارُه بأنّه خطوة في اتجاه الدفاع عن المناطق المحرّرة وتحرير المناطق المحتلة من قبل عصابات قسد في منطقة شرق الفرات التي عانت التغيير الديموغرافي الممنهج وعانى أهلها التهجير والقمع من قبل تلك الميليشيات الإرهابية وأخواتها، والعمل العسكري والأمني المنظّم لاستعادة المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد”.

فمن خلال هذه الخطوة وبحسب “فاتح حسون” فإنّ “الفصائل العسكرية ستصبح تحت قيادة موحّدة وهيكل تنظيمي واحد، الأمر الذي سيوحّد البوصلة للفصائل وسيتمّ تركيز الجهود العسكرية وفق خطط مدروسة لقوى كبيرة على الأرض تستطيع إحداث انسجام بين القرارات السياسية والعسكرية لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

كما وقال قائد فرقة الحمزة “سيف أبو بكر” بخصوص الاندماج الجديد: “أكملنا اليوم خطواتنا الأهم في هذه المرحلة، حيث تمّ الإعلان عن اندماج الجيش الوطني وإخواننا في الجبهة الوطنية للتحرير في جيش واحد وقيادة واحد تحت مظلّة وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، وهذه الخطوة ستكون بداية جديدة نحو بناء جيش منظم احترافي”.

وأكّد قائد الفيلق الثاني من الجيش الوطني “محمود الباز” بأنّ “أهداف الجيش الجديد هي إسقاط النظام المجرم وتحرير البلد من المحتلين روسيا وإيران ومحاربة المجموعات الإرهابية الانفصالية التي تحاول تقسيم سوريا، وكذلك تنظيمات داعش والقاعدة”.
ومن جهته اعتبر الناطق العسكري باسم وفد قوى الثورة في أستانا الرائد “ياسر عبد الرحيم” أنّ “قرار الاندماج طال انتظاره من قبل السوريين من أجل حماية الأرض وتنسيق الجهود لردّ العدوان”.

فيما اعتبر “مصطفى سيجري” رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” التابع للجيش الوطني أنّ “الإعلان عن توحيد القوى العسكرية تحت مظلّة الجيش الوطني ومن مدينة أورفا التركية، يمهّد لمرحلة جديدة تماماً، وخطوة استباقية لمجموعة من الاستحقاقات الداخلية والخارجية (العسكرية – السياسية)، وأهمها تأمين المنطقة المحرّرة وحمايتها، وحسم ملفي تنظيم (بي كا كا) والمنطقة الشرقية وهيئة تحرير الشام وإدلب”.

وبدوره قال الائتلاف السوري المعارض عبر حسابه في موقع تويتر: “تم توسيع الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ليصير مؤلفاً من سبعة فيالق، حيث أن ذلك تم بانضمام فصائل الجبهة الوطنية للتحرير العاملة في محافظة إدلب إلى الجيش الوطني في ريف حلب الشمالي”.

وفي سياق متصل، أشاد الإعلام التركي باندماج “الجيش الوطني” و”الجبهة الوطنية للتحرير” ضمن جيش عسكري موحد، حيث برز حضور وسائل الإعلام التركية في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن الاندماج، إلى جانب التغطية الخبرية العاجلة للمؤتمر من قبل تلفزيونات ووكالات.

ووصف موقع “haber7” اندماج الفصائل بالتطور التاريخي، وعنون مقالته بـ “جيش جديد وتطور تاريخي.. رسالة إلى تركيا”، أما وكالة “الأناضول” فنقلت تصريحات رئيس الحكومة ووزير الدفاع في المؤتمر الصحفي، تحت مقال عنوانه “الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير يتحدان في سوريا”، وبدوره خصص تلفزيون “ahaber” تغطية خاصة للمؤتمر الصحفي، الذي وصفه بأنه لقاء حاسم قبل العملية العسكرية المتوقعة من قبل تركيا في منطقة شرق الفرات.

فيما أشار الصحفي التركي “راغب صويلو” وهو مراسل “ميدل إيست آي” في تركيا وأول من نشر خبر اتحاد فصائل الثورة السورية إلى إنه “من الأرجح أن تعني هذه الأحداث فتح جبهة من الجيش الوطني ضد وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية في شمال شرق سوريا”.

الجدير بالذكر أنه وبهذه الخطوة تكون فصائل الثورة السورية في إدلب قد وفّرت مظلة الاعتراف بها دولياً برعاية تركية، لتجنب دعاية الاحتلال الروسي التي تلصق بها تهمة الإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى