أبرزُ ما جاءَ في البيانِ الصحفي للمنظماتِ الإنسانيةِ العاملةِ في شمالِ غربِ سوريا للاستجابةِ لجائحةِ كورونا
ناشدت عدّة منظمات مدنية وإنسانية وطبية عاملة في الشمال السوري أمس الأربعاء الدول والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لإعطاء أولوية قصوى لسدِّ الفجوات الكبيرة الحاصلة في الاحتياجات الطبية والإنسانية في شمال غربي سوريا، فيما يتعلّق في الاستجابة لجائحة كورونا.
حيث جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، وشارك فيه ممثّلون عن كلّ من مديرية صحة إدلب، والدفاع المدني السوري، والرابطة الطبية للمغتربين السوريين (SEMA)، ومنظمة بنفسج، ووحدة تنسيق الدعم، ومنظمة خبراء الإغاثة، واتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM)، ومنظمة سوريا للإغاثة والتنمية (SRD)، والجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، ومنظمة شام الإنسانية.
وطالب البيانُ الختامي للمجتمعين بتغطية الاحتياجات الإنسانية لسوريا وتسريع التمويل للاستجابة الصحية لجائحة كورونا، والبدء بتخطيط وتوفير الدعم اللازم للجائحة التي ستصل لذروتها نهاية العام، وزيادة المبادرات لتوفير وسائط الحماية الفردية عبْرَ إنتاج وتوزيع الكمامات الطبية والقماشية، من أجل الحدّ من خطورة الانتشار، بالإضافة إلى دعم فرص سبل العيش وزيادة مستويات الأمن الغذائي، والتي تُعدُّ من المسبّبات الأساسية التي تعيق تحقيق التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي للمصابين.
كما شدّد البيان على ضرورة بذل كافة الجهود لإيقاف كافة العمليات العسكرية التي تزيد من معاناة المدنيين، والحفاظ على وقفِ إطلاق النار في الشمال السوري، وأكّد المجتمعون في بيانهم على أنّ الإستراتيجية العالمية لمكافحة كورونا تقوم على مبدأ إجراء الاختبارات وتتبع الإصابات، والعزل، وهذه الخيارات غير متاحة في الشمال السوري، حيث لا تتوافر القدرة على إجراء الاختبارات التشخيصية على نطاق واسع، ويتعذّر الحجر المنزلي، ولا تتوفر المقدرة لتأمين الكمامات لمعظم السكان، وبالرغم من كلّ الجهود المبذولة من الشركاء الإنسانيين والتي تساعد على إنقاذ الأرواح، إلا أنّها أقلّ بكثير من أنْ تكون قادرة على التصدي للحجم المتوقع للجائحة، طالما أنّ هناك عجزاً عن توفير التدابير اللازمة لإبطاء انتقال العدوى.
الجدير بالذكر أنّ انتشار فيروس كورونا كان قد تسارع خلال الأيام الماضية بشكلٍ كبير، وبلغ العدد الكلي للإصابات في الشمال السوري 4738 حتى اليوم الخميس 29 تشرين الأول، حيث شُفي منهم 2096، وتوفي منهم 42 حالة، وفقاً لما أعلنت الجهات الطبية الرسمية في الشمال السوري المحرّرِ.
وتزيد أزمة كورونا من تدهور الحالة الإنسانية في ظلّ تناقص مستويات الأمن الغذائي وارتفاع مستويات الفقر والبطالة في الشمال السوري، ومع تناقص سبل العيش واعتماد معظم السكان على العمل اليومي بمتوسط دخل يومي بحدود 3.1 دولار، بينما تقدّر تكاليف سلّة الحدّ الأدنى للمعيشة المطلوبة لإعالة 6 أشخاص لمدّة شهر بـ 103 دولار، كما أنّ أكثر 71% من الأسر غير قادرة على تغطية احتياجاتها المعيشية الأساسية من الغذاء، وبالتالي ضعف قدرتها على تأمين وسائل النظافة الشخصية ووسائل الحماية (الكمامات) والمياه وخدمات الصرف الصحي ولاسيما في المخيمات لتشكل هذه الحالة بيئة مناسبة لانتشار الأمراض الشتوية، خصوصاً فيروسات الإنفلونزا الموسمية، والتي ستعقد من الاستجابة لجائحة كورونا.