“أجرٌ جيد، وطعامٌ سيئ، وفساد”.. هذه هي حياة المرتزقة الروس في سوريا منذ 4 سنوات
تحدّث أحد المرتزقة الروس الذين قاتلوا إلى جانب قوات الأسد في سوريا عن ظروف عمل عناصر الروس المرتزقة في سوريا، وذلك في حوار أجرته معه مجلة “سوبيسدينك” الروسية، ونقلته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.
وقال “ألكسندر”، الذي عمل في السابق كضابط مدفعية في الجيش الروسي، إنّ أحد أصدقائه الذي عاد من القتال من سوريا، أقنعه بالانضمام للعمل كمتعاقد عسكري خاص لدى شركة روسية، تقوم بتأمين مرتزقة للقتال في سوريا وبأجورٍ مرتفعة.
وأضاف “ألكسندر” بقوله: “وقّعت عقداً مع الشركة، مع العلم أنّ الجميع يعرف أنّ هذا العقد لا يساوي قيمة الحبر المكتوب فيه، العقد الذي وقّعت عليه لم يحمل أيّ ختم رسمي، بل مجرد مجموعة من التواقيع، وفيه اسم الشركة، وهي شركة مكتوب بأنها ذات مسؤولية محدودة على ما أذكر، ولا أذكر اسم الشركة بالتحديد، لأنّه من المستحيل أساساً العثور عليها واكتشافها”.
كان قد سافر “ألكسندر” إلى سوريا وعمل هناك لمدة ستة أشهر بأجر يصل إلى 3,100 دولار أمريكي، وهو مبلغ قليل إذا ما قُورن مع المبالغ التي يتقاضاها المتعاقدون العسكريون مع وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون)، حيث يصل إلى 23,000 دولار شهرياً، أما بالنسبة للمرتزقة الروس فيعد مبلغ 3,100 دولار، رقماً ضخماً مقارنة مع انخفاض الرواتب ومستوى المعيشة في الجيش الروسي النظامي.
وأضاف “ألكسندر” قوله: “المُقاتلون يحملون مُعدَّاتهم الشخصية، وهُم قادمون من روسيا عادةً، ولا تُوجد هواتف محمولة، ولكن يُمكن شراء هاتف محلي بالطبع، إلا أنّ الإجراءات ازدادت صرامةً مؤخراً من أجل الحفاظ على سرّية المعلومات، نتيجة الفضائح المُتتالية التي شهدت التقاط المُقاتلين للصور في مواقع سرّية ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
واشتكى “ألكسندر” كثيراً من الطعام السيئ الذي كان يقدّم لهم، بعد أن أمضى ستة أشهر قاتل فيها شمال تدمر وسط سوريا، قائلاً: “الطعام هناك في غاية السوء، حيث اقتصر على الأغذية المعلبة والأرز والمعكرونة وكان قليلاً، ما يأتون إلينا كلّ بضعة أشهر بحقائب فيها الأطعمة، ونقوم بأكلها تدريجياً، فالطعام أصبح أخطر علينا من القتال في سوريا، ومن المستحيل أن تبقى حيّاً لمدة ستة أشهر بطعام كهذا”.
وكشف” ألكسندر” حجم الفساد الكبير في عمله، وخصوصاً بيع الذخيرة، وقال: “كانت الذخيرة، التي تتواجد بوفرة هناك، هي عملتنا الأساسية، تبيع من 10 إلى 15 مشطٍ من الذخيرة إلى وسيط لقاء الحصول على عدة علب من السجائر أو الكحول وبعض المعدات الأفضل”.
عاد “ألكسندر” مؤخراً إلى منزله، وهو أكثر ثراءً عما كان عليه، وبدون أي إصابات، حيث يقول: “أنهيت مهمتي، وعدت حيّاً، لم أشارك في عمل متسخ يمكن أن يطاردني إلى بقية حياتي، دفعت ديوني، التي كانت السبب في ذهابي إلى سوريا، كما حافظت على علاقات جيدة مع قادتي، والذين لازالوا يتصلون بي لأعود، ولكنني لن أذهب مرة أخرى، إن الفوضى والخروج على القانون يعمان هذا البلد، وقد أصبح بعد الحرب أسوأ مما كان عليه أثناء الحرب”.