أكبر مهرب للسوريين إلى أوروبا يخضع حالياً للمحاكمة في ألمانيا لـ “إتجاره بالبشر”

نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية تقريراً ورد فيه قيام السلطات الألمانية بمحاكمة لاجئ سوري من أصل فلسطيني بحجة أنه جنى ثروة طائلة من تهريب آلاف اللاجئين عبر البحر، والذي كان قد متخذاً من تركيا قاعدةً له، وفق ما ذكرته الصحيفة.

حيث أن المتهم الحالي واسمه “محمد.ك” وعمره نحو 40 عاماً، وقد قبض عليه في هولندا بموجب مذكرة اعتقال أوروبية، بعد أن لجأ إلى هذا البلد العام الماضي، بتهمة “إتجاره بالبشر” لعدة سنوات.

“محمد” الذي تجري محاكمته حاليا في مدينة “دريسدن” الألمانية، لعب دوراً بارزاً ومؤثراً في تهريب آلاف اللاجئين السوريين نحو أوروبا بواسطة القوارب المطاطية (البلم)، والتي كان يغرق كل حين عددٍ منها مخلفاً كوارث مؤلمة.

وفي عز تدفق اللاجئين نحو أوروبا (2014 – 2015) كان نشاط كبير المهربين “محمد” لا ينقطع، متخذاً من مدينة مرسين التركية قاعدة له، وكانت لديه قدرة على إيصال الراغبين إلى الشواطئ الإيطالية ولكن مقابل مبالغ قد تصل إلى 6 آلاف دولار للشخص الواحد.

ولإدراك حجم التجارة التي انخرط فيها “محمد” ومقدار الأموال التي جناها، يكفي أن نعرف أنه لم يكن فقط مسؤولاً عن تهريب آلاف اللاجئين، بل وحتى تأمين الإقامة لهم، وقد وصل عدد من أمن لهم هذا المهرب إقامة في فنادق مرسين إلى حدود ألفي شخص.

ويرى الادعاء الألماني أن “محمد” كان واحد من كبار مهربي البشر في مرسين، إن لم يكن أكبرهم، مستدلاً بأن الرجل نجح في إحدى المرات (نهاية 2014) في تسيير سفينة شحن كبيرة تحمل علم “مولدافيا” والتي حملت نحو 800 لاجئ دفعة واحدة وألقتهم قبالة سواحل صقلية الإيطالية.

وعندما شددت السلطات التركية قليلاً على مهربي مرسين في أواسط عام 2015، نقل “محمد” نشاطه إلى إسطنبول، حيث نظم رحلات تهريب للاجئين السوريين نحو اليونان.

وفي النهاية، يبدو أن “محمد” جمع ما يكفيه من الثروة ليتنعم بها في أوروبا، فغادر تركيا نحو هولندا صيف عام 2018، حيث كانت عائلته قد سبقته إلى هناك وقدمت له طلب لم شمل بشكل نظامي.

يذكر أن “محمد” وبحسب ما ذكرته الصحيفة كان يعمل ممرضاً وانتقل للعيش في تركيا منذ عام 2013، ورغم أن عقوبته قد تكون قاسية فإن “محمد” ما يزال ملتزماً الصمت حيال الاتهامات التي وجهت له في المحكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى