أهمُ أهدافِ تركيا منَ العمليةِ العسكريةِ الوشيكةِ شرقَ الفراتِ

تسعى تركيا من خلال العملية العسكرية المرتقبة في مناطق شرق نهر الفرات السورية، للقضاء على التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تطال المدن التركية القريبة من الحدود، وتوفير البيئة الملائمة لعودة السوريين إلى ديارهم وتشكيل فرصة جديدة لإحلال وحدة الأراضي السورية.

وانتشرت ميليشيا “قسد” في مناطق شرق الفرات بدعم أمريكي بحجّة مكافحة تنظيم “داعش” ,، خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني إلى حزيران عام 2015.

وتمكّنت الميليشيا من إخراج “داعش” من مدينة عين العرب “كوباني” بريف محافظة حلب، ومن ثمّ من مدينة تل أبيض بريف محافظة الرقة، واحتلت تلك المنطقتين اللتين تعتبران من أهم المناطق في شرق الفرات.

ووسّعت الميليشيا نطاق المساحات التي احتلتها فيما بعد، ليشمل مناطق سكنية مهمة مثل رأس العين وسلوك والدرباسية وعامودا والقامشلي والمالكية بريف محافظة الحسكة.

وتستهدف ميليشيا “قسد” منذ نحو 5 أعوام، بين الحين والآخر المناطق السكنية التركية المجاورة للحدود السورية، وتشكل خطراً على الحدود التركية من خلال الأسلحة الموجودة بحوزتها.

ويوجد في مناطق سيطرة الميليشيا 13 مستودعاً يتمّ فيه الاحتفاظ بالأسلحة المرسلة إليها من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ نيسان عام 2016.

ويوجد في هذه المستودعات أسلحة متنوّعة بإمكانها استهداف الأراضي التركية، ولهذا السبب فإنّ العملية التركية تستحوذ على أهمية بالغة للحفاظ على أمن الحدود التركية مع سوريا.

كما تسعى تركيا من خلال العملية المرتقبة إلى منع عناصر الميليشيا من الوصول إلى الأراضي التركية وعرقلة فعالياتها المسلحة قرب الحدود.

ومن بين أهداف العملية التركية، إنشاء منطقة آمنة لملايين السوريين الذين اضطروا لترك ديارهم بسبب الحرب المستمرة في بلادهم منذ نحو 9 أعوام.

والرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أول من طرح فكرة إقامة منطقة آمنة، وذلك خلال زيارته إلى واشنطن في ايار عام 2013، حيث طرح حينها للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما فكرة تأسيس منطقة حظر للطيران، وإنشاء منطقة آمنة للمدنيين.

وفي كلمته خلال الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، سرد الرئيس أردوغان تفاصيل المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا تأسيسها في شمال سوريا.

وأوضح أنّ المنطقة الآمنة الممتدة على طول 480 كيلومتر، ستستوعب في المرحلة الأولى ما بين مليون إلى مليوني سوريٍّ.

وأضاف أردوغان أنّه في حال وصل عمق المنطقة الآمنة إلى محافظتي الرقة ودير الزور، فإنّه من الممكن عودة 3 ملايين سوري إلى ديارهم.

وتحتل ميليشيا “قسد” حالياً كامل مناطق شمال شرق سوريا، ما يعادل ثلث أراضي البلاد.

وتقوم الميليشيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بكتم كافة الأصوات المعارضة، وتحاول التحكّم بالحراك السياسي بشكل كامل.

كما تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا، موارد الطاقة والمياه والأراضي الزراعية في البلاد.

ومنذ سنوات تولي تركيا أهمية خاصة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وذلك من خلال القمم الثلاثية التي تجري بين تركيا والمحتلين الروسي والإيراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى