أهم مخرجات اجتماع قيادات ميليشيا حزب الله اللبناني ونظام الأسد مع قيادات “داعش” في البادية السورية

عقد عدد من قياديي ميليشيا “حزب الله” اللبنانية بالاشتراك مع مخابرات نظام الأسد اجتماعاً تفاوضياً مع آخرين من تنظيم “داعش” في ريف حمص الشرقي، وذلك لبحث تهدئة في المنطقة وإخراج بعض الأسرى من كلا الطرفين.

وأكّدت مصادر مطّلعة أنّ الاجتماع جرى في مقر يتبع لإدارة الاستطلاع العسكري التابعة لنظام الأسد شرق مدينة القريتين في البادية وسط البلاد.

ووفقاً للمصادر فإنّ وفد نظام الأسد المفاوض كان متمثّلاً بالعميد المتقاعد “سليمان عجيب” من القوات الخاصة، والعميد “همام زيني” من فرع المخابرات الجوية، وممثل عن حزب الله اللبناني يدعى “الحاج صالح” وهو لبناني الجنسية، والذي كان رئيساً للوفد.

وبحسب المصادر فإنّ الاجتماع جاء للاتفاق على منح مناطق سيطرة جديدة لتنظيم “داعش” مقابل إطلاق سراح المختطفين من الطائفة الشيعية في بادية السويداء، والذين تمّ اختطافهم في الأيام القليلة الماضية.

يذكر أنّ المنطقة التي ينفّذ فيها تنظيم “داعش” عملياته الخاطفة أطلق عليها نظام الأسد اسم “الثقب الأسود”، والتي صرّح النظام عن فقدان عدّة أرتال فيها دون تحديد هوية المختطفِين، والذي تبيّن أنّه تنظيم “داعش” فيما بعد.

وكان قد قدّم وفد نظام الأسد وحزب الله العديد من العروض لمسؤولي التنظيم، مقابل إطلاق سراح المخطوفين من أصحاب الجنسيتين الإيرانية واللبنانية، ومن أهمها إطلاق سراح 60 معتقلاً في سجون النظام يختارهم التنظيم ومهما كانت هويتهم.

إضافةً إلى عقد هدنة لمدة سنتين بين الطرفين، يتخلّلها إرسال قوافل المساعدات الإغاثية لعائلات عناصر التنظيم في البادية السورية وتلول الصفا، إضافة لدفع فدية مالية بقيمة مليون دولار أمريكي، على أن يتم إطلاق سراح الموقوفين من قبل الطرفين على ثلاث دفعات، وأن تكون الدفعة الأخيرة بعد دفع الفدية المعروضة.

ولكن وفد نظام الأسد وحزب الله اشترط على قيادات تنظيم “داعش” عدم مهاجمة أيّ نقطة عسكرية تابعة للنظام، وعدم اعتراض طريق أيّ رتل عسكري في طريق البادية.

إضافة لغض البصر عن تحركات الميليشيات الموالية للنظام مهما كانت جنسيتها وتبعيتها، مقابل تخفيف التشديد الأمني وسحب بعض النقاط العسكرية من أطراف محافظة السويداء وريف حمص الشرقي.

وبحسب المصادر المطلعة فإنّه تمّ الاتفاق على إطلاق سراح 4 من قيادات تنظيم “داعش” كانوا قد اعتقلوا في سجون النظام في عام 2017، وهم من الجنسية العراقية، وذلك مقابل تسليم 3 جثث لضباط كانوا قد قتلوا على أيدي عناصر التنظيم، حيث جاءت هذه الخطوة بمثابة مبادرة لحسن النية من كلا الطرفين.

لينقل المفاوضون من الوفدين بنود الاتفاق الأولي والمطالب والعروض لقياداتهم من أجل أن يتم دراستها، وهو ما وافقت عليه قيادة ميليشيا حزب الله اللبناني ورئيس فرع المخابرات الجوية على الفور، وتمّ تحديد موعد اجتماع جديد لبحث قرارات قيادة كلّ وفد.

يُذكر أن تنظيم “داعش” كثف مؤخراً من هجماته ونصب عدداً من الكمائن لأرتال نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في البادية السورية، والتي باتت معقلاً للتنظيم بعد انحساره من معظم الأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى