أولُ شهادةٍ “أنثويةٍ” لمعتقلةٍ سابقةٍ بمحاكمةِ رسلان في ألمانيا

أدلت معتقلة سابقة في سجون نظام الأسد بشهادتها داخل قاعة محكمة “كوبلنز العليا” في ألمانيا، بصفتها إحدى الناجيات من الاعتقال في فرع “الخطيب” الأمني بدمشق، ولوجود لقاءات سابقة جمعتها بالضابط السابق في مخابرات النظام أنور رسلان، وهي أول امرأة تدلي بشهادتها في المحاكمة.

وقالت الشاهدة، وهي صحفية، إنّها سُجنت مرّتين منذ عام 2011، في ظلّ رئاسة رسلان لفرع “الخطيب”، إذ تمّ اعتقالها للمرة الأولى من مظاهرة سلمية، ثم نُقلت مع متظاهرين آخرين لبضع ساعات إلى “الفرع 40″، حيث “تعرّضوا للضرب المبرّح وأحياناً للعنف الجنسي”، قبل نقلهم إلى فرع “الخطيب” في وقتٍ لاحقٍ من نفس اليوم.

وأضافت الشاهدة: “بعدَ فحص جسدي في فرع الخطيب، اصطحبوني إلى زنزانة منفردة، بحجم الطاولة التي أقف وراءها الآن”، وكانت الزنزانة “مثل القبر” ولا يدخلها الضوء.

ووفْقاً للشاهدة فقد كانت صرخات المعذّبين في فرع الخطيب “فظيعة”، حيث يمكن سماعُهم بدون توقّف، وفي الصباح أيضاً مع أغاني فيروز، وفْق ما نقله “المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان”.

ووصفت الشاهدة كيف شعرت بالصدمات الكهربائية، قائلة: “كان الجهاز المستخدم بحجم مؤشر الليزر فقط، ولكن عندما تمّ تثبيته على الرقبة، تسبّب في ارتعاش الجسم كلّه”.

وعندما سأل المدعي العام عن النظافة في السجن، ضحكت الشاهدة ساخرة، ثم قالت: “لم تكن هناك نظافة، كانت هناك حشرات في كلّ مكان”.
فيما بعد، تحدثت الشاهدة بالتفصيل عن العنف الجنسي في “الخطيب”، ووصفت، من بين أمور عدّة، كيف تم فحصُها وهي عارية، وكيف تمزق حجاب زميلة لها في السجن.

وتطرّقت الشاهدة إلى المتهم الرئيس في القضية (رسلان)، وأكّدت أنّها قابلته مرتين، وهو ما أقرّ به المتهم، حيث تمّ اصطحابها إليه للمرّة الأولى في فرع “الخطيب” وملابسها ممزقة من الضرب، ثم أزيلت العصبة عن عينيها بعد إصرارها.

وفيما ادّعى رسلان أنّه التقى الشاهدة بحضور الفنانة الراحلة مي سكاف، نفت الشاهدة ذلك، وقالت إنّها التقت برسلان للمرّة الثانية مع صديق في مقهى بالأردن.

ومن المقرّر أنْ تعقد المحكمة جلسة جديدة، الثلاثاء المقبل، لمتابعة الجلسات التي انطلقت في نيسان الماضي، لمحاكمة الضابطين السابقين، أنور رسلان وإياد الغريب، لمسؤوليتهما عن تعذيب معتقلين سوريين وارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى