إدانةُ نظامِ الأسدِ بجريمةِ حربٍ جديدةٍ .. “قتلُ وجرحُ عشراتِ المدنيينَ بسلاحٍ محظورٍ”

أعلن “باولو بينيرو”، رئيسُ لجنةِ التحقيق الدولية الخاصة بسوريا أنَّ تقاريرَهم الأخيرة وثّقت ضلوعَ قوات الأسد في هجومٍ دموي بقنابل محرّمةٍ دولياً على مخيّمٍ للنازحين بريف إدلب أواخرَ العام الماضي، وأسفر عن مقتل 9 مدنيين بينهم نساءٌ وأطفالٌ وإصابةِ 70 آخرين إضافةً إلى دمارٍ كبيرٍ بالمنطقة.

وقال “بينيرو” في كلمته بالدورة 52 لمجلس حقوقِ الإنسان التابعِ للأمم المتحدة في جنيف، إنَّ قواتِ الأسد “استهدفت المجتمعاتِ الزراعية بما في ذلك الأطفالُ والمعدّاتُ الزراعية بقنابلَ عنقودية وذخائرَ دقيقة التوجيه في شهر تشرين الثاني العام الماضي، ما أدّى لمقتل وإصابةِ عشرات المدنيين”.

وأشار “بينيرو” إلى أنَّ الهجومَ طال 7 مخيماتٍ للنازحين بمنطقة كفرجالس في ريف إدلب، كما استهدف هجومٌ صاروخي آخرُ سوقاً شعبيّاً في مدينة الباب بريف حلب، ما أسفرَ عن مقتلِ وجرحِ ما لا يقلُّ عن 45 شخصاً، مضيفاً أنَّ الغارات الجويّة التي شنّتها روسيا وقواتُ الأسد تسبّبت بمزيدٍ من القتلى والجرحى، الأمرُ الذي يرقى إلى جرائمِ حرب.

ونشرت لجنةُ التحقيق تغريدةً على صفحتها الرسمية في تويتر أكّدتْ فيها أنَّ الهجومَ العشوائي الذي طال مخيماتِ كفرجالس يرقى إلى مستوى جريمةِ حربٍ، حيث استخدمت فيه قواتُ الأسد الذخائرَ العنقودية التي انفجرت في السماء، مطلقةً ذخائرَ عنقودية ثانوية فتناثرت وانفجرتْ على نطاقٍ واسعٍ فوق المنطقة.

وبيّنت أنَّ خيمَ النزوح تعرّضتْ للهجوم في الساعة 7 صباحاً، بينما كان الأطفالُ يستعدّون للذهاب للمدرسة وكان سوقُ الماشية افتُتحَ للتوّ، فتمَّ استهدافُ الخيام والمدنيين بذخائر مصمّمةٍ أصلاً لقتل الجنود وتدمير المركبات العسكرية.

في حين ذكر شاهدُ عيانٍ أنَّ انفجارَ القنابل كان أولاً في الجو ثم في الأرض حيث انفجر صاروخٌ وتساقطت الشظايا على أسقف الخيام، ولم يستطعْ أحدٌ الاحتماءَ بأيِّ مكان.

وتابعت لجنة التحقيق أنَّ الذخائر الثانوية غيرَ المنفجرة من القنابل العنقودية يُرجّح أنَّها لا زالت في المخيّمات، ويمكن أنْ تتسبّب بقتل وتشويه الناس هناك بعد انفجارها، كما أنَّها تشكّل تهديداً مميتاً للمقيمين في المخيم.

وأوضحت اللجنة أنَّه لأكثرَ من 10 سنوات وثّقت لجنةُ الأمم المتحدة المعنيةُ بسوريا استمرارَ استخدامِ نظام الأسد للقذائف العنقودية بطريقة عشوائية في المناطق المكتظّة بالسكان.

وطالبت اللجنةُ نظامَ الأسد بالتوقيع على اتفاقية حظرِ استخدام القنابل العنقودية، معتبرةً أنَّه آن الأوانُ لوقفِ مثلِ هذه الانتهاكات التي تقتل وتشوّه المدنيين في سوريا، والتي يحرمُ استعمالُها في الأماكن المدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى