إضرابُ مدارسِ حلبَ وإدلبَ ومطالباتٌ دوليّةٌ لدعمِ المدارسِ والمدرّسينَ.

قامت ثماني مدارس ثانوية تتبع لمناطق مختلفة في ريف حلب الغربي، بإضرابها بشكل جماعي عن مزاولة عملها، لانقطاع الدعم المالي المقدَّم لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، المخصّص لدفع رواتب المعلمين.

ونشر مجمّع الأتارب يوم أمس الخميس بياناً، أعلن فيه عن الإضراب وقال في البيان إنَّ “المدرّسين تحمَّلوا الكثير والتزموا بواجبهم التعليمي لمدَّة سنتين متواصلتين دون أيِّ مقابل مادي، في أصعب الظروف والتي تخلّلها القصف والبرد وانعدام وسائل التدفئة في المدارس، إلا أنَّهم باتوا غير قادرين على تعليم أولادهم أو إرسالهم إلى المدارس لأنّهم لايستطيعون تأمين أبسط المستلزمات اليومية لهم”.

تخلّل ذلك تقديم كلٌّ من ثانويات “الأتارب للبنين”، وثانوية “بنين الأبزمو” وثانوية “بنين السحارة” وثانوية “بنات السحارة” وثانوية “بنين كفر نوران” وثانوية “بنات كفرنوران” وثانوية “بنات الجينة” والكادر التدريسي في “ثانوية بنين إبين”، بيانًا أعلنوا فيه الإضراب عن مزاولة العمل حتى يُمنحَ المعلمون متطلباتهم من أجرٍ دائم ومستلزمات مدرسية لإكمال العملية التعليمية.

أوشار البيان أنَّ الإضراب سيكون عامًا ومفتوحًا، وسيتوقّف المعلمون عن أداء عملهم حتى يحصلوا على راتب دائم، يحفظ كرامة المدّرس في المجتمع، ويعينه على متابعة رسالته تجاه المجتمع والطلاب.

حيث نظّم مدراء الثانويات تجمعًا، بعد إصدار بيان الإضراب، أكّدوا فيه عزمهم الإضراب، لإيجاد حلٍّ لانقطاع الدعم عن المدرسين.

من جانبه المتحدّثُ باسم الثانويات، الاستاذ هلال مطر، تحدَّث لوكالات إعلام محلية أنَّ “سبب الإضراب هو أنّنا نعمل منذ عامين، من دون رواتب ومن دون تقديم أيِّ دعمٍ للمدارس أو الطلاب كتأمين وسائل التدفئة والصيانة للمدارس، وغيرها من مستلزمات التعليم من كتب وغيرها.

وأضاف مطر أنَّ الدعم توقّف عن المدرسين منذ سنتين من قبل “البرنامج السوري الإقليمي” (كيمونكس)، وكان “الدعم لمدّة سبعة أشهر فقط في العام الواحد وبرواتب ضعيفة جدًا”.

وأشار هلال أنَّ أولى غايات المدرّسين هي استمرار أدائهم لعملهم، والذي لن يستكمل إلا بتخصيص رواتب دائمة، لتأمين أبسط الاحتياجات اليومية التي لا يتمكّنون من تأمينها لعائلاتهم.

وكان معلمو إدلب قد نظموا، قبل يومين ، اعتصامًا تحت شعار “بناة الأجيال” أمام مديرية التربية في محافظة إدلب، للمطالبة بإعادة الدعم.

مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، قال إنَّ المعلمين المعتصمين، محرومون من رواتبهم منذ عامين متتاليين، لافتًا إلى انعدام الجهات الداعمة لهم، وصعوبة إتمام عملهم دون رواتب “تؤمّن لهم حياة كريمة”.

وأكّد العبسي أنَّ المعلمين يحاولون عبْر الاعتصام، إيصال أصواتهم لـ”يونيسف” و”الأمم المتحدة” أو أيِّ منظمة تؤمّن الدعم الكافي لهم.

وأضاف أنَّ المعلمين يحاولون عبْر الاعتصام، إيصال أصواتهم لـ”يونيسف” و”الأمم المتحدة” أو أيّ منظمة تؤمّن الدعم الكافي لهم.

وتسعى “تربية إدلب” لإعادة الدعم، وبحسب ما قاله العبسي أنَّ سبب إيقاف الدعم غيرُ معروف، ولفت إلى وجود بعض المدارس في إدلب تحصل على منح وأجور رمزية من مجالس محلية ومنظمات تعمل على الأرض في إدلب، بينما تعاني أغلبُ المدارس من انعدام الدعم.

وكان المدرّس في إدلب يتقاضى راتبًا شهريًا من “مديرية التربية والتعليم” في إدلب يقدّر بـ120 دولارًا، بعقد محدّد بثمانية أشهر، ورغم ارتفاع الأسعار الذي فرض الحاجة إلى دخل ثابت لتأمين احتياجات عائلات المعلمين في المنطقة، استمر المدرّسون بعملهم، إلى أنْ توقَّف الدخلُ كليًا منذ سنتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى