إيرانُ و”حزبُ اللهِ” يقودانِ مصالحةً بين “حماسٍ” ونظامِ الأسدِ
إيرانُ و”حزبُ اللهِ” يقودانِ مصالحةً بين “حماسٍ” ونظامِ الأسدِ
قال موقع “المونيتور” إنَّ جهودَ الوساطة التي يقودُها الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبناني لإعادة العلاقات بين حركة “حماس” الفلسطينية ونظامِ الأسد “تحرزُ تقدماً” وسط التوتّرات المتزايدة مع “خصومهما المشتركين” في المنطقة.
وأضاف الموقعُ في تقريرٍ أمس الجمعة، أنَّ الحديث حول عودة العلاقات بين نظام الأسد وحركة “حماس”، ازداد بعدَ تصريحاتِ زعيم ميليشيا “حزب الله”، حسن نصر الله، أواخرَ الشهر الماضي، حول “أجواء إيجابية تحيط بجهود إعادة العلاقات بينهما”.
وتدهورت العلاقاتُ بين حماس ونظام الأسد بعد اندلاع الثورة السورية نهاية عام 2011، واتّخذتْ حماس موقفاً محايداً في الصراع، حيث شعرتْ أنَّ وجودها في سوريا سيكون له ثمنٌ سياسي, ونتيجةَ لذلك غادرت حماس الأراضي السورية في أوائل عام 2012.
واتّهمَ رأسُ نظام الأسد “حماس” وبعضَ أعضائها في عدّة مناسبات بدعم جماعات المعارضة السورية والقتال إلى جانبها, كما اعتقل نظام الأسد بعضَ عناصر حماس الذين بقوا في الأراضي السورية وصادرَ ممتلكاتهم وممتلكات الحركة الأوسع.
وأشار موقع “المونيتور” إلى أنَّه حاول التواصلَ مع عدد من مسؤولي حماس للاستفسار عن جهود إعادة العلاقات مع نظام الأسد، لكنَّهم رفضوا التعليق.
ونقل الموقع عن مصادر مقرَّبة من الحركة في لبنان، قولها, شريطةَ عدم الكشف عن هويتها، إنَّ قيادة “حماس” منعت مسؤوليها والمتحدّثين الإعلاميّين من التحدّث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنّب إفشالها.
وأوضحت المصادرُ أنَّه تمَّ إحرازُ تقدّمٍ ملحوظ في المحادثات التي يقودها الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله” لإعادة العلاقات مع نظام الأسد.
أشارت إلى أنَّ “هنية” اجتمع بهدوء مع “نصر الله” أكثرَ من مرَّةٍ في بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية لبحث القضايا التي تؤثّر على العلاقات بين حماس والمحور الإقليمي بقيادة الاحتلال الإيراني الذي يضمُّ نظام الأسد وميليشيا “حزب الله”، وكذلك إعادة العلاقات مع النظام.
وتوقعت المصادرُ أنْ يشهدَ عام 2021 عودةَ بعض قادة حماس إلى دمشق، حيث تعترف حماس ونظام الأسد بالتحديات التي تنتظرهم وتدرك أنَّهما بحاجة إلى تسوية خلافاتهما.
وفي ذات السياق، أكَّد عضو في البرلمان الإيراني، لم يكشفْ عن هويّته، أنَّ “جهود الوساطة تسير في الاتجاه الصحيح وستتجسد قريباً”، مشيراً إلى أنَّ القائد السابق لميليشيا “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني، قادَ جزءاً من الجهود قبل مقتلِه العام الماضي.
وأصدرت “حماس” خلال الفترة الأخيرة، عدداً من الإشارات “الإيجابية”، من بينها إدانةُ قصفِ الاحتلال الإسرائيلي على مواقع لنظام الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني في دمشق، أواخر الشهر الماضي، وأسفر عن قتيل وجرحى.
وقال المحلّلُ السياسي المقرّبُ من “حماس” إبراهيم المدهون للموقع، إنَّ الفجوة بين الحركة ونظام الأسد “تقلّصت بشكلٍ كبير مع جهود الوساطة”.
كما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة “النجاح الوطنية” في نابلس، “عبد الستار قاسم”، إنَّ أسباباً كثيرة دفعت نظام الأسد إلى تقدير إعادة العلاقات مع حماس، خاصة أنَّ النظام رفض بشكل قاطع كلَّ الوساطات في السنوات الأخيرة.
وبحسب “قاسم”, تشمل هذه الأسباب, التعبئة العسكرية الأمريكية في المنطقة والمخاوف من قيام الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بضرب الاحتلال الإيراني أو حلفائه مثل ميليشيا “حزب الله” أو الفصائل المسلّحة في غزة والمخاوف من سيطرة نظام الأسد على الأراضي المتبقية تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا.
وأضاف قاسم, “بناءً على المعلومات التي لديّ بسبب علاقتي الجيدة بشخصيات معيَّنة في سوريا ولبنان، فقد ضغطت إيرانُ وحزب الله بشكلٍ كبير هذا العام على الأسد للمصالحة مع حماس”.