احتجاجاً على تردّي الأوضاعِ المعيشيةِ وارتفاعِ الدولارِ.. مظاهراتٌ غاضبةٌ تجتاحُ لبنانَ

أفادت وسائل إعلام لبنانية أمس الخميس بعودة عمليات قطع الطرقات في مختلف المحافظات اللبنانية، وذلك احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية، وتردّي الأوضاع المعيشية.

حيث تمّ قطع أوتوستراد خلدة بالاتجاهين، وهو مدخل العاصمة بيروت الجنوبي، وقد أعيد فتحه لاحقاً، كما قطع المحتجّون ساحة النور وشارع عزمي في طرابلس شمال لبنان، وقطعوا أيضاً أوتوستراد الملولة – التبانة وطريق البداوي.

أما في بيروت فقطع المحتجّون طريق قصقص بالاتجاهين، وانطلق محتجّون من عدّة أحياء في بيروت باتجاه السراي الحكومي مطالبين بإسقاط الحكومة، وفي الجنوب قطع المحتجّون تقاطع إيليا في مدينة صيدا، كما قطعوا الطريق في جب جنين المؤدّي إلى كامد اللوز وغزة وكفريا في البقاع.

ولفتت وسائل إعلام لبنانية إلى أنّ عدداً من المحالات التجارية أقفلت أبوابها بعد تداول أنباء عن أنّ سعر شراء الدولار الأمريكي وصل قرابة 7000 ليرة لبنانية في السوق السوداء اللبنانية.

فيما سعر الصرف الرسمي ما زال مثبتاً على 1507 ليرة لبنانية للدولار الأمريكي الواحد، بينما حدّدت نقابة الصرّافين سعر شراء الدولار بـ 3890 كحدٍ أدنى والبيع بـ 3940 كحدٍ أقصى، في خطوة بدأتها منذ أيام بالتنسيق مع الحكومة في محاولة لتثبيت سعر الصرف على 3200 ليرة.

وكان قد تظاهر المئات ليلة السبت الماضية في بيروت في احتجاجات تخلّلتها صدامات بين أنصار “تيار المستقبل”، وأنصار ميليشيات حزب الله وحركة أمل، وبدأت الصدامات بعد أنْ رفع مناصرو حزب الله شعارات طائفية بالتزامن مع مظاهرة معارضة للحكومة، بالإضافة إلى استخدامهم السلاح ضدّ المتظاهرين.

وبدورها لا تزال الحكومة اللبنانية الجديدة عاجزة عن احتواء الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، وتعلّق آمالها على صندوق النقد في محاولة للحصول على أكثر من 20 مليار دولار، بينها 11 مليار أقرّها مؤتمر سيدر في باريس عام 2018، مشترطاً إجراء إصلاحات وكأنّها لم تبصر النور حتى الآن.

ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، والذي يتزامن مع شحّ الدولار، وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، وتسبّبت الأزمة بارتفاع معدّلِ التضخم، وجعلت قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.