ارتفاعُ أقساطِ الجامعاتِ الحكوميةِ تثيرُ مخاوفَ الطلابِ السوريينَ في تركيا

يواجه الطلابُ السوريون اللاجئون في تركيا مصاعبَ كبيرة في تأمين التكاليف المالية للتحصيل الدراسي لا سيّما مع ارتفاع الأقساط في الجامعية التي تفوق قدرتَهم بسبب ظروف اللجوء والحالة المعيشية العامة لذويهم.

وتصاعدت شكاوى عبرَ شبكات إلكترونية تضمُّ طلاب سوريين عبرَ مواقعَ التواصل الاجتماعي حول ارتفاع الأقساط السنوية في الجامعات الحكومية التركية وذلك مع إنهاء إعفاءِ طلبة الجامعات السوريين في الجامعات الحكومية التركية من الرسوم والأقساط قبلَ عام.

وشملت الانتقاداتُ رفعَ الجامعات التركية رسومَ التسجيل، مع إبقاء سقفِ الرسوم حسب قرارات الجامعة، وسبق ذلك إجراءُ إنهاء إعفاء الطلاب السوريين ابتداءً من العام الدراسي الجاري 2021-2022.

ويُذكر أنَّ أقساط الجامعات الحكومية التركية منذ عام 2013، كانت تشجّع السوريين على الدراسة، إذ كانت تراوح ما بين 300 و800 ليرةً تركيّة (نحو 35 – 95 دولاراً أميركياً)، وفقَ مصادر طلابية.

في حين باتت تصل حالياً حتى 30 ألف ليرة (نحو 3550 دولاراً) في كلية الطبّ وثمانية آلاف ليرة (نحو 950 دولاراً) للهندسة، في حين أنّ تكاليف الهندسة لم تكن تتجاوز في العام الماضي 421 ليرةً (نحو 50 دولاراً).

وكان مجلس التعليم العالي التركي قد أصدر قراراً يقضي بعدمِ إعفاء الطلاب السوريين من أقساط الجامعات التركية ابتداءً من الأوّل من شهر تموز الماضي، الأمرُ الذي سبّب مخاوفَ لدى الطلاب الذين رأوا مستقبلهم الدراسي مهدّداً، مع ارتفاع التكاليف المالية للتحصيل الدراسي والوضع المعيشي للسوريين في تركيا.

وفي تشرين الأول 2020 أصدرت جامعة إسطنبول، توضيحاً بخصوص قرارِها المفاجئ أمس فيما يتعلّق برفعِ الرسوم الدراسية على الطلاب السوريين.

وجاء في نصِّ الرسالة المعنونة بـ “تصحيح مهم”: “أعزاؤنا الطلاب بالنسبة للقرار الذي أصدرته جامعتنا للعام الدراسي 2020-2021، فهو خاص بالطلاب الجُدد بما فيهم السوريون، ولكن القرار لن يتمَّ تطبيقُه على الطلاب المسجّلين سابقاً في الجامعة.

وبالفعل شرعت معظمُ الجامعات التركية تطلب من الطلبة السوريين دفعَ الأقساط الجامعية وأصبحت تعاملهم معاملةَ الطالب الأجنبي، في حين ما زالت بعضُ الجامعات تعفي الطلبة السوريين من الأقساط والبعض الآخر تراجع عن قرارِه بعد قيام الطلاب بتقديم عريضة لإدارة الجامعة، فيما قرّرت بعضُها تخفيضَ الرسوم بحيث تتناسب مع إمكانيات الطلاب المادية.

هذا وتشير تصريحات صادرةٌ عن وزير التربية التركي السابق “عصمت يلماز”، إلى أنَّ 84% من الطلاب السوريين بتركيا يتلقّون تعليمهم ضمن مؤسسات التعليم التركية، فضلاً عن أنّ 20 ألفَ طالبٍ سوري في تركيا قد التحقوا بالجامعات التركية.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ طلاب سوريين حصدوا مراتب متقدّمة خلال تخرّجهم من عدّة جامعات تركية، وتناقل ناشطون صوراً تظهر الطلاب وهم يتلقّون التكريم عقبَ إتمام تحصيلهم الدراسي الجامعي، متزينيّن بعلم الثورة السوريّة، ومتغلبين على الصعوبات والتحدّيات التي واجهتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى