اسباب تعثّر المفاوضات بين الجانبين التركي والروسي حول إدلب

نشر “مركز نورس للدراسات” أمس السبت تحليلاً حول تعثّر المفاوضات بين تركيا و الاحتلال الروسي بشأن إدلب , والتي يسعى المحتل الروسي من خلالها إلى امتلاك مفاتيح المناطق المحرّرة.

وقال المركز: “قبل أيام تعثّرت المفاوضات بين تركيا وروسيا حول إدلب، أهم سبب لفشل المفاوضات هو رغبة الروس بتسليم تركيا كافة قرى جبل “شحشبو” الممتدة من ريف حماة الشمالي حتى النقطة التركية في قرية “شير مغار” إضافة إلى تلال كبانة”.

وأضاف “يقول الروس إنّ الهدف من هذا التسليم هو حماية قاعدة حميميم في اللاذقية، بالإضافة لتأمين محردة والسقيلبية المسيحيتين. لكن الحقيقة أنّ الروس يعلمون جيداً أنّ جبل شحشبو هو مفتاح مدينتي إدلب وأريحا وسهل الغاب، وتلال كبانة هي مفتاح جسر الشغور، فالروس إذن يطلبون بشكلٍ غير مباشر كسر هذه الخطوط الدفاعية لتسهيل سيطرة ميليشيات الأسد لاحقاً على إدلب وجسر الشغور”.

وأوضح المركز أنّ المفاوضات تزامنت مع إرسال المحتل الروسي تعزيزات عسكرية كبيرة بمعدل طائرة كلّ يوم إلى مطار حميميم , بالإضافة إلى تعزيز جنوده وضباطه على الأرض ومشاركة ميليشيا الدفاع الوطني في السقيلبية ومحردة في المعارك وإعلان ميليشيا لواء القدس عن رغبته بضم عناصر جدد , والاعتماد بشكلٍ أكبر على عناصر المصالحات.

وأشار المركز إلى أنّ هذه التطورات على الأرض تشير لوجود مشكلة في الخزان البشري لقوات الأسد مع ارتفاع عدد القتلى في صفوف قوات الأسد إلى 500 قتيل و 1500 جريح خلال 40 يوماً الماضية وتعتبر هذه الخسائر ربع القوة المهاجمة بحسب المركز.

واعتبر المركز أنّ قوات الأسد “تعيش ازمة حقيقية في معارك ريف حماة والتي لم تستطع التقدّم فيها أكثر من 10 كم، بل إنّها تعيش الآن تحت وقع ضربات موجعة من خلال إغارات متنوّعة على مواقع مختلفة بعضها في عمق مناطق سيطرة ميليشيات الأسد”.

وأضاف المركز “إما أنّنا نعيش الآن مرحلة انتقال الصراع مع ميليشيات الأسد إلى صراع مباشر بين الثوار وقوات بريّة روسية لتحفظ روسيا ماء وجهها، او قد تقوم روسيا فعلياً بالتفاوض مرّة أخرى مع تركيا حول انسحاب مقاتليها من المناطق التي احتلتها مؤخّراً في ريف حماة الشمالي، أو استمرار المعارك بطريقة الاستنزاف”.

وأكّد المركز أنّ الخزّان البشري الهائل للفصائل الثورية لا يمكن مقارنته بالخزّان البشري لقوات الأسد , اذ يمكن للفصائل الثورية تعويض النقص بسهولة , اما قوات الأسد فإنّها تستعين الآن وبشكلٍ مباشر بقوات الاحتلال الروسي لتعزيز خزّانها البشري من جهة , ومن جهة أخرى لإبقاء الروح المعنوية لدى قوات الأسد مرتفعة بوجود قوات الاحتلال الروسي معهم , فهي مجبرة (قوات الأسد) على هذه المعركة لحماية حميميم.

وذكر المركز أنّ “مايرجح السيناريو الأول، هو اللقاء المرتقب في اليابان بين بوتين وترامب وبوتين وأردوغان نهاية هذا الشهر، فبوتين يريد الذهاب لهذه الاجتماعات بموقف عسكري قوي في إدلب، يسمح له بالتفاوض بشكلٍ أسهل مع كلا الرئيسين، ولذلك نتوقع ان تبقى المعارك ساخنة حتى نهاية الشهر على أقل تقدير”.

وأختتم “ميدانياً، قلنا ونعيد أنّه لا يتوجّب التمسك بالأرض في هذه المرحلة، وإنّما التركيز على الغارات السريعة لضرب الميليشيات المعادية وإنهاكها، ولمعادلة التفوق الجوي للروس في المعركة. ويبدو بالفعل خلال الايام القليلة الماضية أنّ الثوار بدؤوا بتطوير تكتيكاتهم الهجومية، لدرجة أربكت الميليشيات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى