اعترافٌ دوليِ بأحدِ الصُرُوحِ الجامعية الأكاديمية في محافظةِ إدلب (صور)

حصلت “أكاديمية العلوم الصحية” في محافظة إدلب المتمركزة داخل بلدة قاح الحدودية خلال الأيام الماضية على اعتراف من قبل معهد الاعتراف والترخيص وضمان الجودة الأوروبي (ACQUIN)، لتصطدم بتحدّيات ومسؤوليات أكبر في الحفاظ على مستوى معيّن من نظامها التعليمي وتطويره بشكلٍ دائمٍ.

وكانت “أكاديمية العلوم الصحية” قد سعت خلال السنوات الثماني الماضية من الثورة السورية في تأهيل كوادرها وتطوير برامجها، وتخريج كوادر طبية قادرة على رفع سوية العملية الطبية في الشمال السوري.

حيث وصف مدير مكتب العلاقات العامة والخارجية في الأكاديمية “مصطفى كيالي” قائلاً: “إنّ الاعتراف الدولي هو اعتراف علمي أكاديمي لا سياسي”، مشيراً إلى أنّ “هذا الأمر استغرق قرابة عامين، سعت خلالها الأكاديمية إلى استيفاء جميع المعايير العلمية والشروط المطلوبة”.

وأشار “كيالي” إلى أنّ “أهمية الاعتراف تكمن في كونه ضمانة للطالب المنتسب للأكاديمية، بما يساعده على دخول سوق العمل بعد التخرّج أو إكمال تعليمه في الخارج”، مضيفاً بقوله: “الاعتراف هو ضمانة للعملية التعليمية ككلٍ، وإثباتٌ أنّ المعلومة المقدّمة ذات سوية عالية والكادر مؤهّل”.

يذكر أنّ معهد الاعتراف والترخيص وضمان الجودة الأوروبي (ACQUIN) كان قد تأسس في عام 2001، ومقرُه في ألمانيا، وذلك بهدف منح اعترافات وتوجيهات موثوقة للجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم بشأن جودة الدراسة فيها.

ويُعرِّف المعهدُ عن نفسه بأنّه “معهدٌ مسجَّلٌ ومعترفٌ به من قبل الهيئة العلمية للاتحاد الأوروبي، ويشمل في تصنيفاته أكثر من 160 جامعة حول العالم، بما فيها الجامعات في ألمانيا والنمسا وسويسرا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مؤسسات وهيئات علمية ومهنية”.

كما اعتبر “كيالي” أنّ حصول الأكاديمية على اعتراف “ACQUIN” جعلها أمام تحدّيات ومسؤوليات أكبر، وأهمها الحفاظ على سوية وجودة التعليم بالإضافة إلى تفعيل نظم المراقبة والمتابعة بشكلٍ مستمر، فضلاً عن تطوير العملية التعليمية بما يضمن الحفاظ على الاعتراف.

وعن معايير الاعتراف، قال “كيالي” إنّها تلخّصت في ثلاث نقاط هي: حصول “أكاديمية العلوم الصحية” على تصنيفات علمية، وتوقيعها مذكرات تعاون مع جامعات ومؤسسات تعليمية دولية (توأمة)، وامتلاكها عضويات لدى جهات تعليمية مُعترَفٌ بها.

وأضاف “كيالي” إنّ الأكاديمية سعت خلال السنتين الماضيتين إلى استيفاء تلك المعايير، إذ وقّعت مذكّرات تعاون مع عددٍ من المؤسسات التعليمية في العالم، من بينها “مركز طب الطوارئ في جنوب إفريقيا” و”أكاديمية الرعاية الصحية في بريطانيا”، وجامعة شرق المتوسط في تركيا، وغيرها الكثير.

كما حصلت الأكاديمية على عضويات دولية، مثل عضوية “الرابطة الوطنية الأمريكية لطبّ الطوارئ”، وعضوية “اتحاد الجامعات الطبية الدولي” الذي يضم 170 جامعة حول العالم فقط، بالإضافة إلى مقعد في الأمم المتحدة للتعليم العالي ويُسمى “الأثر الأكاديمي للأمم المتحدة”.

الجدير بالذكر أنّ أكاديمية العلوم الصحية في إدلب كانت قد أسست في عام 2011 لتقديم خدمات تعليم الإسعافات الأولية، واستمرت حتى عام 2016 بتقديم دورات تدريبية في الإسعاف وطب الطوارئ للحفاظ على حياة المصاب، بدعم من الجمعية الطبية السورية للمغتربين (سيما).

وبعد عام 2016 انتقلت الأكاديمية إلى نظام الدراسة الاحترافي، إذ افتتحت ثلاثة معاهد: طب الطوارئ، والتمريض، والعلاج الفيزيائي، في وقت زادت فيه الحاجة لوجود كادر طبي مؤهَّل للتعامل مع الحالات الحرجة والحالات الخاصة في الشمال السوري، نتيجة القصف والنزاع المسلح.

وتستقبل الأكاديمية سنوياً قرابة 90 طالباً فقط وبشكلٍ مجاني، وذلك ضمن معايير محدّدة أبرزها إجراء اختبار قبول واختبار مقدرة جسدية، يجريها مختصون أكاديميون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى